فرائس الأعداء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أو ما تروني في العراء مشردا *** بين الوحوش عن الثياب مجردا؟

الجوع أرهقني وأبدى سوءتي *** والفقر أسلمني لأهوال الردى

وأبي وأمي يبحثان عن الغذا *** وأظل وحدي بالكروب مصفدا

أنا أمة الإسلام طفل حائر *** من بينكم أصبحت كبشاً للفدى

أنا أمة الإسلام جرح غائر *** لم يملك الطب الحديث له يدا

أنا أمة الإسلام رمز للمآ *** سي حينما صرنا فرائس للعدا

وعدوا بأن يحموا الحقوق فما رعوا *** حقاً لمسكين وخانوا الموعدا

لم يرحموا طفلاً تعثر سيره *** بل جردوه وقدموه على الغدا

أنا لا أبالي بالأعادي بعدما *** أيقنت حقاً أن موعدهم غدا

يا أمة الإسلام هذي صورتي *** نُشرت لتنشر سيف قومي المغمدا

يا قوم كفوا عن عميق سباتكم *** فحقوقنا ذهبت بغفلتكم سدى

كم جاد علج حاقد لشعوبنا *** ومضى بذاك منصّراً ومهوّدا

وأرى كثيراً من بني الإسلام لم *** يصلوا قريباً مؤمناً وموحدا

أوليس بين المسلمين تراحم *** أوليس فيهم محسنٌ يروي الصدى؟

أوليس فينا يا بني الإسلام من *** يحيون ماضينا العتيق الأتلدا؟

أو من يذكرنا بعثمان الذي *** لله قدّم ماله وبه افتدى

أو من يذكرنا بعوف والألى *** عقدوا لدى البأساء ألوية الندى

صنعوا من الأموال مجداً نوّروا *** بعطائهم ليلاً بهيماً أسودا

يا رب أنت إلهنا فتولنا *** فلكل باب دون بابك أوصدا

ولئن أردت بنا البلاء فإننا *** أرضى البرايا بالقضاء وأحمدا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply