نحن مطاردون

2.8k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لقـــد أنكر تـــني بعـد بغــــداد تـــدمــر *** ولَلـنيـــــل في بعض الأحايين أنكـر

غرست عصا الترحال في حلـــب التي *** لها من صنوف الحب عطر ومنظر

أقمت سنينــاً في فلسطيـــن داعـيـــــــاً *** وفي جيبي اليمنى كتـــــاب وخنجر

رمت بي بأرض الرافديــن ركائبـــــــي *** فأبصرت ما يدعـو الجلود تقشعـــر

أمـــدّ يدي للكـــلّ أهديــــه نفحـــــــــةً *** إلهيــــة الأطيـــــــــار لا تتعكّـــــــر

وأرفــــع من قعر الرذالات معشـــــــراً *** يقولون ما لا يفعـــلـــــون وأكثــــر

فـــلا أنا مـــــــردود بما جئت طالبــــــاً *** ولا أنا من أيـــدي المنيـــــة أصـدر

لقــد سخـــرت مني الغــــواة كــدأبهــا *** ولي في نبــيّ الأنبيــــــا ما يـبـــرر

وعـظــت ولكـــنّ العـقـــــارب جمّـــــة *** نصحــــت ولكنّ اِلأقـــــارب كشروا

فيا بابل العظمـى، ويا أهــل نينـــــوى *** ويا هبـــــة النيـــل التي تـتبختـــــر

أصيب بنو أمّـي بدهيـــــاء لـم تــــــذر *** حيــــــاءً ولا أديـــــــان إلا تدمّـــــر

تصيّــدت الأشبــــــــــاح في ليلنا الـذي *** خبا ضوءه أو كــاد بالكــــــاد يظهر

وأرخــــت علينا الشصّ حين تأكــــدت *** وأغـــرت بنا الحيتــان حين تعذروا

وكــــرّت علينا بالجحـــافـــل دولــــــة *** ترى نفسهـــا اللهº تديـن وتغـــفر

فرضّعــت الأغمـــار ألبــــــان ظـلمهــا *** وركّعــــت الأنمــار دوساً ويشكــــر

فكم من زعيــــــم قــــد ألان قيـــــــاده *** فـأحنكـــه الثعبــــــان نابـــاً يحمّـــر

يعــــض به الأبنـــــاء تحت جنـــاحــــه *** ويغــرس فيهم مخـلبــــاً يتـقـطّـــــر

ويهجم نصف الليـــل كالليــــــث ضارياَ *** يفتـش في الأجــــداث ما كان يحـذر

فيفـتـتـــــح الأقـفــــــــال في كل ليلـــةٍ, *** ويخـتـطـــف الأبطـــال والأم تنظــر

وينتهـــك الأطفــــــــــال تحت عيونهم *** ويفتعــــل الأهـــــوال وهو يزمجــر

فخاضوا وحول الرجس في كل وجهــةٍ, *** وصاموا عن المعروف ثم تبعــثروا

ولسـت على هــــذا الشقـــــيّ بنـــــادم *** وما حســــــرتي إلا على ما سيظهر

ولو كان قومي أهل بــــأس ونخـــــوةٍ, *** لما تركـوا الأقصى المبارك يؤســــر

ولكنهــم قد آثـــــروا الـــــذلّ مركبــــاًً *** يحركــــه زيت اليهـــــود فـيـبحــــر

رمــانـــا زمـــان قد تقــــدّم وصفــــــه *** فمن عصبـــت عينــــــاه كيف يغيّــر

إذا ما رأتـــه العيـــــن أنكــــر ما رأت *** لســـــان وقلــــب للحقيقـــــة يبصر

ظننت بــــأن الحـــــب يكفـــــــي لوحده *** ولكـــنّ من جـــــاع الحقيقة يـكــفــر


أضف تعليق