عــذراً إلـهـي إنـه الـخـنـوعُ *** قـد أثـقـلـت بـحـمـلـه الضلوعُ
أزرى بنا ـ يا خالقي ـ خَوَرٌ فكا *** د لـهـولـه حُسنَ الخلال يُضيعُ
عـفـنـا الـكـرامـة جانباً لحماقة *** إذ مـا لـنـا فـي الـغـابرين قريعُ
وصـرمـنـا حـبل مروءة جادت بها *** كـف الـوراثـة والـفـؤاد سـمـيعُ
ولـقـد نـعـيـنـا نـخوة كانت لنا *** نـعـم الـمـجـن وحـصنها مرفوعُ
والـحِـلـم مـن أخـلاقـنـا لعدونا *** والـشـر بـيـن الأهـل فـينا سريعُ
فـالـمـسـجـد الأقصى يدنس ساحه *** وقـلـوبـنـا قـد شـاقـها التطبيعُ
ويـقـتّـل الـبـرآء مـنـا جـهرة *** بـيـد الـيـهـود وودهـم مشروعُ
وكـذا الـحـرائـر هـتكت أستارها *** ودمـاؤنـا سـفـكـت ونحن هجوعُ
وكـتـاب ربـي دنـسـت آيـاتـه *** بـيـد الـصـلـيب وعتبنا موضوعُ
مـا هـمـنـا أن تـسـتـباح محارم *** فـلـقـد عـرانـا لـلـعـدو خشوعُ
عـجـبـاً لـنـا مـن أمة قد مزقت *** وكـأنـهـا بـيـد الـذئـاب قـطيعُ
لـمـا تـنـكـبـنـا الطريق أصابنا *** دهـم الـمـصـائـب هـدّنا التقريعُ
هــذا لـعَـمـرُ الله أس جـهـالـة *** ومـآلـه يـوم الـحـسـاب شـنيعُ
أمـر بـمـعـروف مـنـاط سـلامة *** ويـعـم شـر إن تـخـل جـمـيـعُ
خـيـر يـخـص ذوي التناصح تارة *** وبـذنـب أشـقـى يـؤخذ المجموعُ