يا قدس

1.4k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

فـي كـل أرض مـحنةً ومآسي *** والـجـرحُ ينزف ماله من آسي

والـقـلب أوشك أن يُقطّعه الأسى *** مـن ذا يـضـمّدُ جرحه ويواسي

لـو كـان جـرحاً واحداً لكتمته *** أو كـان عـشراً لم أقل يا راسي

لـكـنـه ألـفٌ وألـفٌ راعفٌ *** أواه مـمـا أشـتـكـي وأقاسي

لـو كـان في جسمي لكان دواؤه *** سـهـلاً ولـو مراً وملء الكاسِ

لـكـنـه والله يـشـهـد- إنه *** فـي القلب مبضعه وفي إحساسي

أو كان في بيتي وفي أرضي إذن *** أخـتـارُ غـيرهما وما من باس

فـالأرض واسـعةٌ ومهما أُغلقت *** أبـوابـهـا أو سُـوّرت برواسي

فـلـسوف أُبصر مسرباً أمشي به *** أو كـوّة أُحـيـي بـهـا أنفاسي

لـكن جراحي في العقيدة وهو ما *** يُـدمـي الـفؤادَ..يحزّه بمواسي

وأشـد مـنـه مـرارة أني أرى *** أهـل الـحـمى في غفلةٍ, وتناسي

*** *** ***

مـاذا أقـول وجُـلٌّ مـن ألـقاه *** مـشـغولٌ بأمشاج من الوسواس

وكـأنـهـم زبـدٌ يفيض وينطفي *** مـوتـى بـأنـفـاس بلا أرماس

هـذا يـئـن وذا يـزنّ وجـوقةٌ *** تـخـتـال بين مناسفٍ, وكراسي

وحثالة الصرعات تمتح من جحور *** الإثـم مـن بـاريس أو تكساس

تـخـذوا الحياة مطية للهو والـ *** شـهـوات وانطلقوا مع الخنّاس

صـاروا عـبـيداً يرفُلون بذلّهم *** ورقـابـهـم فـي قبضة النخّاس

*** *** ***

الـقـدس يـا لـلقدس كانت درةً *** مـزهـوة بـالـنـور والحراس

لـكـنـهـا أُسرت وطال إسارها *** بـيـد الـيـهود حثالة الأجناس

أُسـرت ومـا زالت تفيض تفاؤلاً *** وهـدايـةً وتـشـعٌّ كـالنبراس

وتـقـولـ: هاأنذا فمن يأتي إلى *** سـاحـي ويـنقذني من الأنجاس

*** *** ***

مـن ذا يجيبكِ إن صرختِ؟ ومن *** يلبي إن أطلتِ القرع بالأجراس؟

لا لـن يـجـيبكِ من أولئك واحد *** فـالـكـل في شغل وفي إفلاس

لـكـن بـنوك همُ الرجال وكلّهم *** يـتـسـابـقـون بهمة وحماس

وهـمُ على العهد الذي قطعوا، وقد *** عـضّـوا عليه اليوم بالأضراس

لـبّـوا الـنـداءَ ولا سلاحَ لديهمُ *** إلا الـحـجـارة دونـما أتراس

الـقـائـمون الراكعون الساجدون *** الــذاكـرون الله بـالأغـلاس

هـم مـنقذوك وهم بنوكِ، وطفلهم *** يـا قـدس كالجبل الأشمّ الراسي

لا يـرهب الموتَ المحتّم بل يرى *** فـي ورده عـرساً من الأعراس

*** *** ***

أمـلـي بـكـم يا فتية الإسلام يا *** غـرسَ الهدى يا أطهر الأغراس

لا تـتـركـوا الأعداءَ في جنّاتنا *** فـي أرضـنا في أقدس الأقداس

صبّوا عليهم ما استطعتم من لظى *** نـيـرانِـكم فجميعهم من (شاس)

لا فـرق بـين صقورهم وبغاثهم *** والـجـارح الـنـباح كالنسناس


التالييا قدس
أضف تعليق