تذَكَّرتُ بَعضَ مَن رَحَلُوا عَن دُنيَانَا مِنَ الأَحِبَّةِ
مِمَّن تُلازِمُُنِي ذِكرَاهُم عَلَيهِم رَحمَةُ اللهِ
فَكَانَت هَذِهِ القَصِيدَة...
مَن أَنَا؟ مَن يُجِيبُ؟ كَيفَ العَزَاءُ؟ *** وَمضَةُ البَدءِ لِلحَيَاةِ انتِهَاءُ
أَتَقَرَّى طُيُوفَ مَن لَستُ أَنسَا *** هُم فَيَذوِي فِي مُقلَتَيَّ الرَّجَاءُ
وَيَكَادُ الفُؤَادُ يَصرُخُ مُرتَا *** بَاً لِمَاذَا النَّوَى؟ وَأَينَ الوَفَاءُ؟
أَأَنَا الـحَيٌّ أَم هُمُ؟ وَمَنِ الـمَيـ *** ـتُ لَعَمرِي؟ وَكَيفَ جِئتُ وَجَاؤُوا؟
رِحلَةٌ قَد تَطُولُ أَو لا... وَلكِن *** تُذعِنُ الأَرضُ إِن دَعَتهَا السَّمَاءُ
مَن أَنَا؟ وَالسٌّؤَالُ يُشعِلُهُ صَيـ *** ـفٌ كَمَا أَطفَأَ الـجَوَابَ شِتَاءُ
وَالوُجُودُ الـجَدِيبُ يُغـرِي وَقَد فَـ *** ـرَّخَ فِي حِضنِهِ الشَّهِيِّ الشَّقَاءُ
أُرسِلُ الطَّرفَ فِي مَدَاهُ فَيَرتَـ *** ـدٌّ حَسِيراً وَلِلقَضَاءِ مَضَاءُ
مِن فَنَاءٍ, صِيغَ الوُجُودُ وَكَم هَـ *** ـامَ البَرَايَا بِمَا يَصُوغُ الفَنَاءُ!
وَاحتِرَاقُ الـحَيَاةِ يَجذِبُهُم ضَـ *** ـوءاً كَمَا يَجذِبُ الفَرَاشَ الضِّيَاءُ
مَن أَنَا؟ زَفرَةٌ تُبَعثِرُهَا رِيـ *** ـحُ القَوَافِي وَيَحتَسِيهَا الفَضَاءُ
لا تَلُمنِي إِذَا بَكَيتُ فَمِثلِي *** لَيسَ يَروِي صَدَاهُ إِلاَّ البُكَاءُ
أَسكُبُ الدَّمعَ فَاستَحَالَ غِنَاءً *** تَاهَ عَن مُهجَةِ الـخَلِيِّ الغِنَاءُ
أَزرَعُ الـحُلمَ فِي حُقُولِ اللَّيَالِي *** فَإِذَا طَلعُهُ الـمُرَجَّى غُثَاءُ
أَتَهَاوَى عَلَى فِرَاشِ الـمَآسِي *** جَسَداً مِن أَسَاهُ قُدَّ الـمَسَاءُ
يَا أَنَا يَا هَوًى تَعَلَّقَ بِالذِّكـ *** ـرَى رُوَيداً فَالذِّكرَيَاتُ هَبَاءُ
مَا مَضَى لا يَعُودُ فَابكِ كَمَا شِئـ *** ـتَ أَوِ اضحَك كَمَا الـحَيَاةُ تَشَاءُ