الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح هم القدوة في الدين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللَّه وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو القدوة في الدين، ثم أصحابه - رضي الله عنهم - أجمعين - لأن اللَّه – تعالى- زكاهمº ولأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - رباهم، وتوفي وهو عنهم راضٍ,، وهم حملة الدين علمًا وعملاً، فقد نقلوا لنا القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعملوا بمقتضاهما، ولم تظهر فيهم الأهواء والبدع والمحدثات في الدين.

فإن الحق والهدى يدوران معهم حيث داروا، ولم يجمعوا إلا على حق، بخلاف غيرهم من الطوائف والمنتسبين للأشخاص والشعارات والفرق فإنهم قد يجتمعون على الضلالة.

ثم السلف الصالح من: التابعين وتابعيهم، وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الفاضلة، هم القدوة بعد الصحابةº لأنهم كانوا على منهاج النبوة وسبيل الصحابة لم يغيروا ولم يبدلوا.

وعلى هذا المنهج سار أئمة الدين، وأهل السنة إلى يومنا، وإلى أن تقوم الساعة، ملتزمين بما جاء في الكتاب والسنة، ومقتفين لأثر النبي - صلى الله عليه وسلم -، والسلف الصالح - والحمد لله-، وسبيل هؤلاء (السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الدين)، هو سبيل المؤمنين الذي توعد اللَّه من يتبع غيره، وجعل اتباع غيره مشاقَّة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن موجبات النار، نسأل اللَّه العافية، قال اللَّه - تعالى -: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا [النساء: 115].

وبذلك يتقرر أن سبَّ الصحابة والسلف الصالح والطعنَ فيهم، طعنٌ في الدين الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما أنه خيانة للأمة وعامة المسلمينº لأنه طعن في خيارها وقدوتهاº ولذلك عمد أهل الأهواء والبدع والافتراق إلى الطعن في الصحابة والتابعين والسلف الصالح أو بعضهم كما سيأتي بيانه.

مصادر الدين هي: الكتاب والسنة (الوحي فحسب):

المنهج الحق، منهج السلف الصالح، أهل السنة والجماعة يقوم على: أن مصادر الدين: الكتاب والسنة، والإجماع (هو مبني عليهما)، وما عدا ذلك فهو باطلº لأنه بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي، وقد أكمل اللَّه - تعالى - الدين، قال - تعالى -: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا [المائدة: 3]، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أدى الرسالة وبلغ الأمانة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب اللَّه وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض». [صحيح الجامع الصغير: 2934]

والدين الحق يقوم على التسليم لله تعالىº والتسليم يرتكز على: التصديق والامتثال، والاتباع لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو دين اللَّه - تعالى -، أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالوحي وأكمله فليس لأحد أن يُحدث شيئًا زاعمًا أنه من الدين لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». [متفق عليه]

فالدين كله عقيدة وشريعة، لا يجوز استمداده إلا من الوحي.

والعقيدة هي أصول الدين وثوابته وقواطعه، وعليه فإن: مصادر تلقي العقيدة الحق، هي: الكتاب، والسنة وإجماع السلف، وهذه هي مصادر الدين، ويتفرع من هذه القاعدة العظيمة الأصول التالية:

1- إذا اختلفت فهوم الناس لنصوص الدين، فإنَّ فَهمَ السلف (الصحابة والتابعين ومن سلك سبيلهم) هو الحجة، وهو القول الفصل في مسائل الاعتقاد وغيرها لأنهم خيار الأمة، وأعلمها وأنقاها وقد أمرنا اللَّه وأمرنا رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالاقتداء بهم، والرجوع إليهم، وتوعد من اتبع غير سبيلهم، وعليه فإن:

2- منهج السلف في تقرير العقيدة يعتمد على الكتاب والسنة، ولذلك كان هو الأعلم والأسلم والأحكم، ويتمثل ذلك بآثارهم المبثوثة في مصنفاتهم، وفي كتب السنة والآثار.

3- العقيدة توقيفية لا يجوز تلقيها من غير الوحيº لأنها غيب لا تحيط بها مدارك البشر، ولا عقولهم ولا علومهم.

4- العقيدة غيبية في تفاصيلها، فلا تدركها العقول استقلالاً، ولا تحيط بها الأوهام، ولا تدرك بالحواس والعلوم الإنسانية ولا غيرها.

5- كل من حاول تقرير العقيدة واستمدادها من غير مصادرها الشرعية فقد افترى على اللَّه كذبًا، وقال على اللَّه بغير علم.

6- كما أن العقيدة مبناها على التسليم والاتباع: التسليم لله - تعالى -، والاتباع لرسوله - صلى الله عليه وسلم-.

قال الزهري: «مِنَ اللَّه - عز وجل - الرسالة، وعلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - البلاغ، وعلينا التسليم».

[البخاري 13/508]

7- الصحابة - رضي الله عنهم - وأئمة التابعين وتابعيهم وأعلامُ السنة - السلف الصالح - كانوا على هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسبيلهم هو سبيل المؤمنين، وآثارهم هي السنة والطريق المستقيم. قال الأوزاعي: «عليك بآثار مَن سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم». [رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2077، 2078)]

مصادر التلقي عند أهل الأهواء:

أما أهل الأهواء فقد تفرقت بهم السبل في مصادر تلقي الدين والعقيدة، وتنوعت مشاربهم ومصادرهم، فجعلوا من مصادر الدين وتلقي العقيدة:

1- العقليات والأهواء والآراء الشخصية، والأوهام والظنون وهي من وساوس الشياطين وأوليائهم، ومن اتباع الظن وما تهوى الأنفس.

2- الفلسفة وتقوم على أفكار الملاحدة والمشركين من الصابئة واليونان والهنود والدهريين ونحوهم، والفلسفة أوهام وتخرصات ورجم بالغيب.

3- عقائد الأمم الأخرى ومصادرها، مثل كتب أهل الكتاب وأقوالهم، والمجوس والصابئة، والديانات الوضعية الوثنية.

4- الوضع والكذب (لدى الرافضة والصوفية وغالب الفرق)، ومصدره الزنادقة ورؤوس أهل البدع، فإنهم يكذبون على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى الصحابة والتابعين وأئمة الهدى وسائر الناس، ويضعون الأحاديث والروايات بأسانيد وهمية ومختلقة.

5- الرؤى والأحلام والكشف والذوق (لدى الصوفية والرافضة ونحوهم)، ومصدرها الأهواء وإيحاء الشياطين.

6- المتشابه والغريب والشاذ من الأدلة الشرعية واللغة وأقوال الناس.

7- الاعتماد على آراء الرجال دون عرضها على الشرع أو القول بعصمتهم وتقديسهم.

وللحديث بقية إن شاء الله.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply