تساؤلات حول مصطلح الوسطية*


بسم الله الرحمن الرحيم

منذ بضعة عشر عاماً فقط أصبح لفظ الوسطية متداولاً بصورة واسعة، واستعمله كثير ممن ينتسبون إلى الفكر الإسلامي والعلم الشرعي، وأصبح شأنه كشأن كثير من المصطلحات التي لا اتفاق حول مدلولها، يعطيه كل معنى مغاير لما يعطيه الآخر.

ولما كان لفظ الوسطية يطلق ويراد به المنهج والشرعة والدين، أو يطلق ويراد به تيار مخصوص من تيارات الأمة، وأصبح لزاماً على من يستعملون هذا اللفظ الحادث أن يعلموا ماذا يريدون منه؟ وماذا يريدون به؟ وهنا أطرح مجموعة من التساؤلات حول المصطلح الجديد في الفكر الإسلامي:

- هل الوسطية لفظ يراد به الإسلام الحق والحنيفية السمحة؟ أم يراد به الدلالة على منحى خاص؟ ومجموعة مخصوصة من أمة الإسلام اختاروا من عقائده ما رأوا أنه الدين الوسط واعتقاد الفرقة الناجية؟ فيكون بذلك لفظ الوسطية كلفظ (أهل السنة والجماعة) والسلفية ونحو ذلك؟

- هل لهذه الوسطية - اليوم - مرجعية دينية يرجع إليها؟ وتحكم على أن هذا المعتقد أو العبادة أو العمل داخل في معنى الوسطية أو خارج عنها؟ وأين هذا المرجع شيخاً أو كتاباً؟

- إذا كان لفظ الوسطية لم يمض على تداوله إلا عقد واحد من الزمان أصبح يتكلم فيه أصناف شتى من الناس، وكلٌ يخرج منه بمفهوم في العقيدة والعمل غير ما يعرضه الآخر، ومنهم من بات يخصص الوسطية فيقول:\" الوسطية المستبصرة \"، مما يعني أن هناك وسطيةً عوراء، وأخرى عمياء!!

- عندما يطلق بعض الناس لفظ الوسطية ويريدون به - حسب قولهم - \"الإسلام المعتدل\" فما ملامح الإسلام الوسط؟ وهذا يحتاج إلى بيان معنى الوسطية في العبادات والعقائد، وسيكون تصنيفاً جديداً لأهل الإسلام، يضاف للتصنيفات السابقة في مسميات الفرق والعقائد.

- أليس من الخير لأهل الإسلام أن يكتفوا بالتصنيف القديم والأسماء التي اشتهرت من قبل وأصبح لها مدلول معلوم كأهل السنة ونحو ذلك؟

- ستكون الوسطية جناية جديدة على أمة الإسلام إذا أريد بها إسقاط بعض أحكامه، وإلغاء بعض تشريعاتهº فكثير ممن يتصدون للوسطية يجعلها إسلام بلا جهاد، وإسلام بلا أمر بمعروف أو نهي عن المنكر، وبلا ((قل يا أيٌّها الكافرون))، وبلا ((لقد كفرَ الذِّين قالوا إن الله هو المسيحُ بن مريم)).

ألا يكفينا لفظ الإسلام والإيمان، وأهل السنة، وجماعة المسلمينº ليكون ذلك شعار لنا للمرحلة ولكل مرحلة، بدلاً من الشعارات التي تفرق أكثر مما توحد.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply