بسم الله الرحمن الرحيم
صدر البيان الذي وقع عليه عدد من أساتذة الجامعات والمتخصصين في العلوم الشرعية، ومضمون هذا البيان هو في نصرة إخواننا المسلمين المضطهدين في العراق الذين تكالبت عليهم قوى الشر وأرادت منهم الخنوع والذل، وأعملت فيهم يد القتل والتشريد والأسر، وقد تضمن البيان توجيهات ونصائح لإخواننا في العراق يفرح بها كل مسلم، ولم يأت البيان بأمر مخالف لما عليه جماعة المسلمين كي يثير هذه الضجة المفتعلة التي أشعلتها بعض وسائل الإعلام، ولهذا فإن علماء المسلمين يكادون يتفقون على مضمون البيان، وقد لقي بعد صدوره قبولا حسنا لدى العلماء المهتمين بأحوال المسلمين في مختلف بلدان العالم الإسلامي، فعلى سبيل المثال رحبت هيئة علماء المسلمين في العراق التي يرأسها الشيخ: حارث مثنى الضاري بالبيان، كما أصدر مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيروت بيانا مشابها لهذا البيان، وأصدرت رابطة علماء الصومال بيانا مماثلا استنكروا فيه الاعتداء على المسلمين في العراق، وأوصوا عموم المسلمين بالوقوف إلى جانب إخوانهم في العراق، كما قام جمع من علماء اليمن بتأييد هذا البيان والمصادقة عليه.
وفي المقابل كان لهذا البيان عدد من المعارضين، وهؤلاء المعارضون عند استقراء حالهم نجد أنهم لا يخرجون عن أحد صنفين:
الصنف الأول: عدد من غير المختصين بالعلوم الشرعية من الصحفيين، ولهذا تجدهم في ردودهم لا ينطلقون من منطلقات عقدية أو مبادئ شرعية يمكن محاكمتهم إليها، وقد أجلبوا على هذا البيان وشنعوا عليه، وأكثروا من النكير دون أن يكون لهم سند علمي يمكن مناقشتهم فيه، ولهذا لم يتحرج بعضهم من وصم معدي البيان بالإرهاب والتشدد، والكذب عليهم بأنهم يحرضون الشباب على الذهاب إلى العراق والجهاد هناك، مع أن هذا لم يرد في البيان لا من قريب ولا من بعيد، لأن البيان موجه أساسا إلى المسلمين في العراق، ولم يبرزوا من البيان ما يصدق هذه الفرية، وتغافلوا عن فتاوى متعددة لأهل العلم الموقعين على البيان تنص صراحة على عدم جدوى ذهاب الشباب إلى العراق، لعدم تحقق المصلحة من ذهابهم، وقد ذكر كثير من أهل العراق أنهم ليسوا بحاجة إلى من يأتي إليهم من خارج بلادهم، لأن هذا قد يثير عليهم من المشاكل أكثر مما ينفعهم.
وحرص بعضهم على استعداء ولاة الأمر.
وقد تجاوز بعض هؤلاء وحاول أن يختلق رابطا بين ما يحصل في هذه البلاد المباركة من أعمال تخريبية إجرامية من قبل بعض من شذ في فكره وتصرفه وما تضمنه هذا البيان من ذكر لمشروعية جهاد الدفع في العراق مع أن البيان موجه أساسا إلى أهل العراق الذين ابتلوا في أنفسهم وديارهم، وموقف المشايخ في بلادنا ومنهم الموقعون على هذا البيان واضح بحمد الله في إدانة وتجريم مثل هذه الأعمال التي تقع في المملكة، وقد كانوا من أوائل من فند أفكار هذه الفئة وشبهاتها، وصبر على مناقشة أصحابها قبل أن تقودهم هذه الأفكار إلى الأعمال التخريبية، ولكن الهوى يعمي ويصم.
وماذا ينقم هؤلاء من البيان وقد تضمن النصيحة لأهل العراق بالإخلاص، والتوجه الصادق إلى الله - تعالى -، والتخلي عن المطامع، والحرص على المحافظة على وحدة العراق ومصالح البلد وأهله، وتضمن التأكيد على حرمة دماء المسلمين وأعراضهم، وضرورة السعي إلى حقنها، والبعد عن الأعمال التي تشوه سمعة الإسلام والمسلمين، والتحذير من الانجرار إلى إثارة المعارك الداخلية وتجنب أسباب الفتن والاحتراب، وتضمن الدعوة إلى الإصلاح والبناء والعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية، وتضمن دعوة المسلمين في العالم إلى الاهتمام بشأن إخوانهم المضطهدين في العراق بالدعاء والتعاطف والتراحم والدعم والرأي السديد بقدر الإمكان، ومؤازرتهم بكل مايحتاجونه من ضرورات الحياة من دواء وغذاء ونحو ذلك.
فهل مثل هذه الأمور التي لا يجادل فيها مسلم تكون سببا في إشعال الحرب على البيان و الموقعين عليه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد