ألا في سبيل الله ذلكمُ الصبرُ *** وذاك البلاء المُرّ والهمّة الغمرُ
أقام ببيتِ الله يذكر ضارعاً *** وأخبتَ للمولى وقد طلع الفجرُ
فكاد له الأوغادُ يستمطرونه *** صواريخهم جواً وقد بلغ الأمرُ
كفعل اللصوص المجرمين تستُراً *** وذلك طبعٌ لا يُبدله الدّهرُ
وباهى بها أشقاهمُ وهناهُمُ *** غبيّ حقيرٌ لا ينهنههُ الزجرُ
أبى الله إلا رفعة لوليّه *** و(ياسين) لا يضحى وأثوابه خضرُ
فلله أوصالٌ هناك تناثرت *** وبورك ذاك الجهدُ والفعلُ والصبرُ
تمزّق في ذات الإله فلم يدع *** لشيطانه نهيٌ عليه ولا أمرُ
وصدّق مولاه وأسلم وجهه *** لخالقه شوقاً، وعانقه النصرُ
تقضّى حياة ملؤها الطهر والتّقى *** ولُحمتها الإخلاص والذكر والشكر
وعاش كفافاً لا عليه ولا له *** وغادر دنياه وراحته صِفرُ
وكابد مِ لأسقام والسجن والأذى *** وعُسرة ذات الحال، أثخنه القهرُ
فكان مثالاً للتجرّد والإبا *** منارة خير رامها الصالحُ البرّ
فخار له الرحمن مسك حياته *** شهادة صدق زفّها فاجرٌ عِرٌّ
تجددت الآمالُ إذ طاحَ (أحمدٌ) *** وأشرق بطنُ الأرض إذ أظلم الظهرُ
تآلفت الأرواح والعُصَبُ الأُلى *** تناءت قديماً واستبدّ بها النفرُ
فكان حميداً ما حسبناه مِحنة *** فيا لبلاء الله أعقبه الأجرُ
أقول لصهيونٍ, وأشقاهمُ الذي *** أضلّ بني الصلبان إذ مرج الأمرُ
أمامك إعصارٌ يهزٌّ مضاجعاً *** وتُودي ولا برٌ يقيك ولا بحرُ
وأعرابنا الأدنون ما بالُ صمتهم *** وقد عربد الباغون واستأسد الكفرُ
أما في جموع القوم بعض مروءةٍ, *** أما فيهمُ سعدٌ هناك ولا عمرو
فلله أيامٌ تواصل ليلها *** وقد نكص الأعراب وامتحن الصبرُ
ولله أقداسٌ تطاول أسرُها *** ودنسها الأنجاسُ واغتصب الثغرُ
ولله أبرارٌ تساموا إلى العُلا *** إلى مقعدٍ, أولاهمُ الملكُ البرٌّ
تغورُ نجومٌ ثم تظهر بعدها *** ويغشى ظلامٌ ثم يعقبه الفجرُ!!