بسم الله الرحمن الرحيم
إن العلماء في كل زمان ومكان هم مصابيح الأمة وسراجها المنير وقدوتها وقادتها؟..
ويجب أن يتولوا توجيهها إلى سبيل الرشاد غير أن البعض منهم بَعُدَ عن الميدان وتكاسل مما أدى بدخول مَن لم يكن أهلاً لذلكº مما دفع الأعداء إلى استغلال هذه الأصناف من البشر يهدمون الإسلام باسم أهله، دخلوا الميدان الإعلامي فاستغلوه لنفث سمومهم وترويج مبادئهم وسلعهم وتنشئة أبنائنا عليها؟..
فهل أنتم غافلون؟ أم متنصلون من المسؤولية؟ لا شك أنكم مسؤولون عن ذلك أو محاسبون على كتم العلم أو عدم تعليمه وتبليغه للبشرية بصفة عامة؟..
فأين تبليغ للإسلام؟ وأين الدعوة إليه؟ بل أين المؤلفات العصرية التي يمكن أن يبلغ الإسلام بها؟ وتبين محاسنه ومبادئه وما يقتضيه من إسعاد للبشرية؟..
وأين الكتب المبسطة لمن دخل الإسلام لتعلٌّمه تطبيقه؟ وغير ذلك مما هو شاغر من ميادين الإسلام وأعماله بينما امتلأت المكتبات والأرفف بالقصص الماجنة والخزعبلات الضالة؟..
أين أنتم من هذا الخضم في الأسواق من الصحافة الضالة والمؤلفات الكثيرة والأفكار الهدامة وما يسخر في سبيل ذلك من طاقات وجهود وأموال الأمة الإسلامية؟.
سادتي الأفاضل: إنها الغيرة على الإسلام وأهله وعلى الأمة الإسلامية وما تعاني من ويلات ومشاكل؟ وندم على ما نشاهد من تفكك في أهل الخير وتباعدهم، وتضحية عند أهل الباطل لباطلهم وتخاذل وتهاون بين أهل الحق.
إن أموال الأمة تلعب بها كلاب البشر في ملاهيهم وباراتهم ونواديهم وغير ذلك من ألوان الفسق والكفر بينما نرى البعض مُخلدين لحب الدنيا والدرهم لا يسألون إلا عن أنفسهم, وأكلهم, ومعاشهم, وتجارتهم وما يتعلق بهم؟ وكأنهم يعيشون في الوجود وحدهم أو ليسوا مسؤولين عن غيرهم ولا حتى بالمشاركة الوجدانية.
سادتي الأفاضل: هل أدركتم وضعكم وما يجب عليكم وما يحيط بكم وما يحاك لكم وكيف حال أمتكم وإخوانكم في مشارق الأرض ومغاربها؟..
فلماذا لا تعلمون حال أمتكم وتشاركونها وجدانها آلامها وأحزانها تفزعون لمصائبها وتسعدون لسعادتها وتجاهدون في الذود عن حياضها.
لماذا نبرئ أنفسنا من مسؤوليات مشاركة إخواننا في الجهاد في آلام الجوع والعري وغيره ونحن نعاني من آلام التخمة الكثير والكثير.
سادتي الأفاضل: أنا لا أعني بخطابي هذا أولئك العلماء الذين سخروا جهودهم في خدمة الأمة الإسلامية في أي ميدان؟، سواء في الدعوة أو التعليم أو التربية أو غير ذلك في مجالات الخدمة العامة، إنما أعني بذلك أولئك الذين قبعوا في دورهم؟..
أو جمدوا على كراسيهم يعدون الشهر باليوم والليلة حتى يحين موعد المعاش أو العطاء أو الدَّين أو الربح أو غير ذلك من أهداف الدنيا الفانية غير مبالين بعلمهم وعملهم وحياتهم وإذا عملوا لا يعملون إلا لأنفسهم ويذلونها في سبيل طلب الدنيا، فقد يركع البعض منهم لطواغيت الأرض أو يقبّل أطرافه بانحناء؟..
تزلٌّفاً إليه وتقرباً منه طمعاً في مادته وعطائه وخشية من سطوته وإبعاده.
فيا علماءنا أفيقوا من هذه الغفلة أو الرقدة الطويلة واغتنموا ما بقي من العمر القصير، واعلموا أن التاريخ يسجل عليكم كل صغيرة وكبيرة وسينشر صحائفه للملأ في الدنيا, وأن القرين يسجل ذلك أيضاً ليوم الحساب والعذاب أو الثواب, وسيقدم سجله لملك عادل لا تخفى عليه خافية.
فكفانا غفلة وإهمالاً وكفانا كسلاً وخذلاناً..
ولنبدأ الحياة من جديد بعمل جاد أكيد نغسل به ما مضى ونستدرك به ما بقي, فنقول الحق, ونطلب الحق, ونسعى لأجل الحق، لا نخشى في الله لومة لائم, ولا نخاف إلا من الله, ولا نرجو إلا هو وتؤدى رسالته فنخدم عباده وأمته ونفيض بالعلم والخير عليها ونسخر كل طاقاتنا المادية والمعنوية علمية أو عملية في بناء الأرض وعمارتها بالعمل الصالح، فتعود للأمة الإسلامية قوتها وعزتها وللإسلام علوه ومكانته فوق الأديان والأمم, وما ذلك على الله بعزيز.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد