بسم الله الرحمن الرحيم
قال سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ: الغش في الامتحان وفي العبادات والمعاملات محرم، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: \"من غشنا فليس منا\" ولما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا والآخرة، فالواجب الحذر منه والتواصي بتركه.
وقال فضيلة الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ: لا يجوز الغش في الامتحان ولا إعانة الغاش على شيء من ذلك، سواء بالكلام الخفي أو تمكين المجاور من نقل الجواب أو بعضه، أو غير ذلك من الحيل، لما فيه من الضرر على المجتمعº حيث إن هذا الغاش يحمل مؤهلاً لا يستحقهº فيولى ما ليس له بأهل، وذلك ضرر وغرر، والله أعلم.
وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: الغش في الامتحان من أعظم ما يكون خطراً ºلأن خطره ليس كخطر المال الذي من أجله ورد الحديث، بل هو أعظمº لأنه خيانة للأمة جميعاً، فالطالب الذي ينجح بالغش معناه أنه هيأ نفسه لأن يتبوأ مركزاً عظيماً بقدر ما تؤهله هذه الشهادة وهو في الواقع لا يستحقه، وحينئذ يكون وجود في هذا المركز الذي لا يناله إلا من نال هذه الشهادة ضرراً على المجتمع.
وضرر آخر للغش وهو من الناحية الثقافيةº فالأمة إذا خرج مثقفوها بالغش صار مستواهم الثقافي هابطاً لا ينبئ عن علمº فيكونون عالة على غيرهمº لأنه من المعلوم أن من نجح بالغش لا يستطيع أن يجابه الطلاب في التعليم والتثقيف، ناهيك عما في ذلك من غش للدولة التي لا ترضى بهذا أبداًº فاتخذت الاحتياطات اللازمة لمنع هذا الغش من المراقبين وغيرهم، فإن غش أحد فقد ناقض الحكومة في هدفها وخانها، وقد قال تعالى: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ(27) وَاعلَمُوا أَنَّمَا أَموَالُكُم وَأَولَادُكُم فِتنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 27، 28].
ولا فرق في هذا بين مادة وأخرى، فلا فرق بين أن نغش في مادة التفسير أو مادة اللغة الإنجليزية، لأن الكل يترتب عليه صعود الطالب من مرحلة إلى أخرى، ويتوقف عليه إعطاء الطالب وثيقة الشهادة فالكل غش، والكل محرم، وإني أربأ بشبابنا أن يكونوا منحطين إلى هذا الحد، وأهيب بهم أن يكونوا حريصين جداً على أن ينالوا المراتب بجدارة، فذلك خير لهم في دينهم ودنياهم.
* الغش في اللغة الإنجليزية:
قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ حفظه الله ـ: لا يجوز الغش في الامتحانات، لأنه غشº و لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: \"من غشنا فليس منا\"، وفيه ضرر عمومي للأمة كلهاº لأن الطلبة لو اعتادوا الغش كان مستواهم العلمي ضعيفاً، وأصبحت الأمة غير ذات ثقافة و محتاجة إلى غيرها، و لأصبحت حياة الأمة ليست حياة جد، ولا فرق في هذا بين اللغة الإنجليزية وغيرها، لأن كل مادة من المنهج قد طولب بها الدارس وقول السائل: إنه لا فائدة منها ليس صحيحاً على وجه الإطلاق،بل قد يكون منها فائدة عظيمة، أرأيت لو كنت تريد أن تدعو إلى الإسلام قوماً لا يعرفون إلا اللغة الإنجليزيةº أفلا تكون هنا فائدة اللغة الإنجليزية عظيمة جداًº وما أكثر المواقف التي نتمنى أن يكون معنا فيها لغة نستطيع أن نتفاهم مع مخاطبينا بها.
وقال فضيلة الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ: لا يجوز الغش في أي مادة من المواد مهما كانتº لأن الاختبار المقصود منه هو تحديد وتقويم مستوى الطالب في هذه المادة، ولما في ذلك أيضاً من الكسل والخداع وتقديم الضعيف على المجتهد، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((من غشنا فليس منا))، ولفظ الغش هنا عام لكل شيء .
وقال سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ: قد ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: \"من غشنا فليس منا\"، وهذا يعم الغش في المعاملات والغش في الامتحان، ويعم اللغة الإنجليزية وغيرها، فلا يجوز للطلبة والطالبات الغش في أية مادة من المواد لعموم هذا الحديث وما جاء في معناه.
سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ:
أنا إنسان معقد في دراستي ولا أفهم شيئاً إلا قليلاً، مما يجعلني أغش في الامتحانات، الرجاء أفيدوني؟
فأجاب ـ حفظه الله ورعاه ـ:
ننصحك بالجد والاجتهاد، ومواصلة الدراسة، والحرص على الحفظ والتعقل، والاستفادة من المعلم ومن الزملاء، وتكرار البحث والقراءة، ونحو ذلك مما هو سبب لحصول الفائدة وفهم المعاني، وترك الغش الذي هو حرام وخداع للأمة خاصة وعامة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد