بلاغاً مبيناً يا ربيع مدى الدهر *** يعيد على الأسماع قارعة الحشر
وأنذر بها الدنيا لعل لأهلها *** بقية ألباب تصيخ إلى الذكر
فإن كثير الناس صمٌ وإنما *** عليك بلاغ الناس للعذر والنذر
فأنت شمس الحق إذ أشرقت على *** العوالم تحييها بفاتحة الخير
وأنت الربيع الحق تحيي قلوبنا *** بذكرى رسول الله من ريّق القطر
وأنت ربيع الروح تزكو بنفحة *** من العالم القُدسي في كوننا تسري
وما زلت وضاءً بذكرى محمد *** ولكن جُلَّ القوم ضلوا عن البدر
محمد يا نور الوجود وصفوه *** المعزّ من الدنيا ومفخرة الدهر
فداؤك نفسي مذ بُعثت إلى الورى *** لترفع رايات العدالة والبِرّ
وتأتيَ بالنور المبين مفصّلاً *** فيهتك أستار الضلالة والكفر
وتفتح آفاق المعارف للحجا *** وتمحوَ تدجيل الكهانة والسحر
وتنصف صرعى الظلم من بغي ظالم *** وتنقذ هلكى من عتوِّ ذوي الكبر
وتشرع للناس المساواة بينهم *** كأسنان أمشاط سواسية القدر
ولا فخر إلا بالتقى لطموحهم *** فليس سوى التقوى فريقاً إلى الفخر
فأين أولو عزم ورشد وغيرة *** نجدد بناء الصّرح أين أولو الفكر
لئن كان ذاك اليوم قد وُلد الهدى *** فجاء بآيات تجلّ عن الحصر
فإن هدى المختار يولد دائماً *** يجدد نهج الحق للبعثة البكر
فروضوا على نهج النبي نفوسكم *** لتشرق تلك الروح في موطن الطٌّهر
إذا أشرقت في القلب روح محمد *** تسامت نفوس القوم للأنجم الزهر
يقيناً بنصر الله قومي فقد سرت *** بأثوابنا روح المؤيد بالنصر
دفاعاً عن الأخلاق هُدّ كيانها *** جلاداً لحزب الغي طائفة الكفر
جهاداً لنيل المجد في ساحة الوغى *** ثباتاً على الإيمان، صبراً على الضر
فما هي إلا جولة ثم تنجلي *** غياهب ليل الغي في مطلع الفجر
وتخفق في الآفاق راية أحمد *** موشحة بالنصر مشدودة الأزر
عليها هدى الإسلام: الله ربنا *** وأحمد هادينا إلى الحكم بالذكر