عودة إلى المدينة

4.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

في حُبِّ (أحمدَ) يستطير جناني *** فيحرك القلبُ الشجيٌّ لساني

ويُفيض في عيني الدموعَ سواجماً *** ويذيب في نار الغرام كياني

ويضيء من نفسي الجوانبَ كلها *** فإذا بها الإبريز في اللمعان

من مُبلغٌ معنىً يجول بخاطري *** واللفظ لا يُروى صدى الظمآن

ومترجم المعنى يضيق بوصفه *** وهو الدليل لمعجز القرآن!

أوّاه من كبد تفطر لوعة *** مزج الحنينَ بعَبرة اللهفان

للقاء من يُحيي القلوبَ لقاؤه *** فتذوق منه حلاوة الإيمان

طرباً تفتحُ في لقاء (محمد) *** فتكسَّرُ الأقفال بالخفقان

وتمزق الحُجُبَ الكثيفة كي ترى*** نور الوجود بحضرة الإحسان

فتضيء منه بصائرٌ قد فُتِّحت *** وتذوقَت معنى (أرى ويَراني)

فقلوبنا أرضٌ ونورك وابلٌ *** والزهر فيها أحرف ومعاني

ولئن أهم دهري بحبك مُولعاً *** والدهرُ في حبّ الحبيب ثواني

لم أوفِ حقَّك من نوال سعادة *** يرنو إليَّ بنيلها الثقلان

روحي فداك ولا تُشاكٍ, بشوكة *** جُهدُ المقلّ وليس لي روحان

وأنا الصريع على بساطك إن تَجدُ *** بالفضل أسبق كل أهل زماني

أنعم بما أعطى وليتك مُدركٌ *** نوع العطاء، وجَلَّ ما أعطاني

عذبٌ حبيبٌ سلسبيل باردٌ *** بين الجوانح بَردُه أرواني

ولعلّ قلبك باشَرته طوالعُ *** النور المبين فهاجَه تبياني

أو ذاق من شهدِ المدينة قطرة *** فسرت فأحيت موضع السريان

ماذا أقول وفي الفؤاد صبابة *** تروي الشغافَ بواردٍ, رباني

طاب الثرى من طيب أحمد وازدهى *** أهل السماء بفيضه النوراني

وبهديه الأرض استقر قررها *** من بعد إشفاق من الغليان

ومتى أطاق العقلُ فُلكاً حائراً *** وسط الخضمّ بغير ما ربّان

زان الوجودَ جمالُه وجلالُه *** حتى استقام ككفتي ميزان

سبب الحياة بكل كفٍ, قائم *** وهما بشرعة دينه صنوان

فاليُسر فيه مُيسّرٌ لمن اهتدى *** ورزية العسرى لذي العصيان


أضف تعليق