في المديح النبوي ( أهل لكل ثناء )

3.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

أُثـنـي عليكَ وأنتَ أهلُ ثَنائي *** ولـديـنـكَ الحقّ المبين وَلائي

ولـصُحبةٍ, أكرم بهم من صحبةٍ, *** أبـطـال مـلحمةٍ,، نجوم سماءِ

لـولا هُداك لما استبانَ لنا هدى *** ولـظـلّت الأبصارُ في عمياءِ

فـأزحتَ عنها للضلالِ سحائباً *** حـجـبت نقاءَ الفطرةِ البيضاءِ

وأغـاثنا الرحمنُ بالوحي الذي *** هـلّـت أوائـلُـهُ بغار حِراءِ

خـيرُ البريةِ قولُهُ الفصلُ الذي *** أعـيـا وأعـجزَ أبلغَ الفصحاءِ

داوى الـنفوسَ بحكمةٍ, وفضيلةٍ, *** وبـنـى على التوحيدِ خيرَ بناءِ

أخـلاقُهُ القرآنُ فانظر هل ترى *** شَـبَـهـاً لها في سيرةِ العُظماءِ

يـعـفو ويصفحُ لا يُجازي سيّئاً *** بـالـسوءِ، حاشاهُ من الأسواءِ

وإذا الـفوارسُ أحجمت، فمقدّمٌ *** يحمي الحِمى، ويُجيبُ كلَّ نداءِ

فـرسـولُنا ليثُ المعاركِ، أوّلٌ *** عـنـدَ اللقاءِ، وفي اشتداد بلاءِ

ويـداهُ كـالغيثِ العميم إذا همى *** كـالـريـح مرسلةً كبردِ الماءِ

يُـعـطي عطاءَ الواثقين بربهم *** مـن غـيرِ ما فخرٍ, ولا خُيلاءِ

قـد عـلّـم الناسَ الكرامَ بجودهِ *** كـرمَ الـنفوسِ، وهمّةَ الكرماءِ

وطَوى على جوعٍ, يعلّمُ من طَوى *** صـبـرَ العفيف، وعفّة الفقراءِ

لـو شاءَ كانت أرضُهُ من فضةٍ, *** ومـنَ الجواهرِ لا منَ الحَصباءِ

وبـيـوتُـهُ ذهـباً يشعٌّ نضارةً *** ومـسـاكـناً تُكسى عظيمَ ثَراءِ

لـم تغرهِ الدنيا، وقد خضعت له *** فـبـدينه استعلى على الإغراء

يـا رحـمةَ الرحمنِ يا أملاً بدا *** مـن بـعـدِ نـائبةٍ, وليل شقاءِ

بـكَ ربّنا فتحَ القلوبَ فأبصرت *** وأزال وقـرَ مـسـامع صمّاءِ

صـلـى عليكَ اللهُ ما قلبٌ هَفا *** نـحـوَ الـحجاز لطيبةَ الغرّاءِ

فـلأنـتَ أحمدُ والحبيبُ محمدٌ *** ومـقـامُك المحمودُ في العلياءِ

مـا قـلتُ فيكَ مُبالغاً أو مُطرياً *** حـاشاكَ من زيفٍ, ومن إطراءِ

إلا كـمـا قـال الإلـهُ، فعبدُهُ *** ورسـولُـهُ أهـلٌ لـكـلِّ ثَناءِ


أضف تعليق