أنشودة لصبرة وشاتيلا

862
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

عـلـيـكِ الـدمـوع بُعيد الدماء * * * ولـن تـتـغـذي بـغير المضاء

وكـلّ حـديـثٍ, بـغـير السلاحِ * * * يـسـاوي لأجـلـكِ بعض الرياء

فـتـلـك الـقـوافـلُ تأتيكِ رتلاً * * * لـتـرتـاح بـيـن رحاب الفداء

فـضـمّـي ذراعـيك من حولهم * * * فـأنـتِ الـحـنـونـة بالأوفياء

فـلـسـطـيـنُ ليس غريبٌ هنا * * * نـزولَ الـمـصـائـب بالأبرياء

فـلـسـطـيـن ثـكلا، فنادي بنا * * * تُـجـيـبُـكِ قـبل الرجال النساء

وقـبـل الـنـساء رضيعٌ يجيبُ * * * وبـعـد الـفـداءِ تُـجيبُ السماء

فـلـسـطـيـن كلّ الدموعِ دموعٌ * * * ولـكـنَّ دمـعـكِ مـثـل الدماء

يــكون غـزيراً ويبقى وفـيـراً * * * فـذلـكَ عـهـدُكِ والـشـهـداء

رجـالـكِ جـاءوا، رجـالكِ ماتوا * * * رجـالـكَ ِعـادوا مـع الـكبرياء

من الشمس طاروا مع الفجر صاروا * * * وفـي الأرضِ ساروا لجوف الفناء

فـدربُ الـقـنـوط عليهم غريبٌ * * * ومـا سـلـكوا غير درب الرجاء

* * *

حـديـثُ الأعارب غطّى الصدى * * * حــدبـثٌ تـردده الـبـبـغـاء

فـكـلّ جـيـوشِ الـعروبةِ عارٌ * * * تُـقـاد بـرهـطٍ, مـن الأشـقياء

وكـلّ الـحـكـومـات مـا راقها * * * مـن الـفـعـل إلاّ حديث الرياء

ولـكـنّ جـيـلاً سـيـمضي بنا * * * يـمـهّـدُ لـلـقـدس يـوم اللقاء

* * * * * *

فـلـسـطـيـن كلّ القصائدِ وهمُ * * * إذا كُـتِـبَـت دون بـذل الـدماء

وكـلّ سـطـور الـتراث ستُمحى * * * ونـمـضـي حـثـيثاً لما لا نشاء

فـكـم خـابَ ظـنّي بأنّ الطري * * * ق قـصـيـرٌ لـحضنكِ كالأغبياء

ولـكـنَّ دربَ الإيـابِ طـويـلٌ * * * وفـيـه الـمـخـاطِرُ تأتي فُجاء

من الشرق طوراً، من الغربِ دوماً * * * مـن الـشـرَّ والـحقد والإعتداء

عـلـى الـثاكلاتِ على الشارداتِ * * * عـلـى الـشـادياتِ بغابِ البكاء

* * *

تـرابـكِ طـهـرٌ طـهورٌ مزيجٌ * * * مـن الـرُسُـلِ الـطّيب والأنبياء

فـأنـتِ(حِـجـازٌ) بـأرض الشآمِ * * * وقـدسـكِ(مـكّـة) حـتـى الفناء

رِفـاةُ(أبـي حـفـصَ) في مسجدٍ, * * * ومـسـجـدُهُ فـي رُبـاكِ ضياء

ونـحـنُ نُـرَتّـلُ فـي كـلِّ يومٍ, * * * لـتـبـقـي فـلسطينُ صُبحَ مساء

فـسـوف نـجـدد فـي كلّ جيلٍ, * * * مـزيـداً مـزيـداً مـن الـشهداء

كــانّ فـؤاد الـعـروبـةِ أنـتِ * * * وعِـلّـتـنـا أن بُـلـيـتِ بِداء

فـصـهـيـون داءٌ عظيم العِضال * * * ولـكـن سـيـبـقى بنوكِ الدواء.


أضف تعليق