عـلـيـكِ الـدمـوع بُعيد الدماء * * * ولـن تـتـغـذي بـغير المضاء
وكـلّ حـديـثٍ, بـغـير السلاحِ * * * يـسـاوي لأجـلـكِ بعض الرياء
فـتـلـك الـقـوافـلُ تأتيكِ رتلاً * * * لـتـرتـاح بـيـن رحاب الفداء
فـضـمّـي ذراعـيك من حولهم * * * فـأنـتِ الـحـنـونـة بالأوفياء
فـلـسـطـيـنُ ليس غريبٌ هنا * * * نـزولَ الـمـصـائـب بالأبرياء
فـلـسـطـيـن ثـكلا، فنادي بنا * * * تُـجـيـبُـكِ قـبل الرجال النساء
وقـبـل الـنـساء رضيعٌ يجيبُ * * * وبـعـد الـفـداءِ تُـجيبُ السماء
فـلـسـطـيـن كلّ الدموعِ دموعٌ * * * ولـكـنَّ دمـعـكِ مـثـل الدماء
يــكون غـزيراً ويبقى وفـيـراً * * * فـذلـكَ عـهـدُكِ والـشـهـداء
رجـالـكِ جـاءوا، رجـالكِ ماتوا * * * رجـالـكَ ِعـادوا مـع الـكبرياء
من الشمس طاروا مع الفجر صاروا * * * وفـي الأرضِ ساروا لجوف الفناء
فـدربُ الـقـنـوط عليهم غريبٌ * * * ومـا سـلـكوا غير درب الرجاء
* * *
حـديـثُ الأعارب غطّى الصدى * * * حــدبـثٌ تـردده الـبـبـغـاء
فـكـلّ جـيـوشِ الـعروبةِ عارٌ * * * تُـقـاد بـرهـطٍ, مـن الأشـقياء
وكـلّ الـحـكـومـات مـا راقها * * * مـن الـفـعـل إلاّ حديث الرياء
ولـكـنّ جـيـلاً سـيـمضي بنا * * * يـمـهّـدُ لـلـقـدس يـوم اللقاء
* * * * * *
فـلـسـطـيـن كلّ القصائدِ وهمُ * * * إذا كُـتِـبَـت دون بـذل الـدماء
وكـلّ سـطـور الـتراث ستُمحى * * * ونـمـضـي حـثـيثاً لما لا نشاء
فـكـم خـابَ ظـنّي بأنّ الطري * * * ق قـصـيـرٌ لـحضنكِ كالأغبياء
ولـكـنَّ دربَ الإيـابِ طـويـلٌ * * * وفـيـه الـمـخـاطِرُ تأتي فُجاء
من الشرق طوراً، من الغربِ دوماً * * * مـن الـشـرَّ والـحقد والإعتداء
عـلـى الـثاكلاتِ على الشارداتِ * * * عـلـى الـشـادياتِ بغابِ البكاء
* * *
تـرابـكِ طـهـرٌ طـهورٌ مزيجٌ * * * مـن الـرُسُـلِ الـطّيب والأنبياء
فـأنـتِ(حِـجـازٌ) بـأرض الشآمِ * * * وقـدسـكِ(مـكّـة) حـتـى الفناء
رِفـاةُ(أبـي حـفـصَ) في مسجدٍ, * * * ومـسـجـدُهُ فـي رُبـاكِ ضياء
ونـحـنُ نُـرَتّـلُ فـي كـلِّ يومٍ, * * * لـتـبـقـي فـلسطينُ صُبحَ مساء
فـسـوف نـجـدد فـي كلّ جيلٍ, * * * مـزيـداً مـزيـداً مـن الـشهداء
كــانّ فـؤاد الـعـروبـةِ أنـتِ * * * وعِـلّـتـنـا أن بُـلـيـتِ بِداء
فـصـهـيـون داءٌ عظيم العِضال * * * ولـكـن سـيـبـقى بنوكِ الدواء.