باردٌ قلبي!...
أأبحث عن بصيص الدفء عندك
هل ستبقى مثلما أودعتني
قلبا يخادِعُ قَلبَهُ في طيبِ عهدك
عُدَّني شَبَحا... !
أفلا يقدِرُ أن يَرتادَ حُلمك؟
مؤلمٌ أن تَستَفيقَ ملامحي إذ ضاق جِلدُك!
عُدَّني روحا... !
أفلا يعذُبُ أنّي كنتُ فجرا...
فانتَشى من بعضِ أشلائِيَ فجرك!
* * *
ورأيت في ما قد يرى النٌّوّامُ أنّي لم أعد ذاك الغريق
ومددت كفي واضعا بصماتها فوق الطريق
وفتحت عيني...
كم غريب!
لم تكن أنت البريق
* * *
بارد قلبي...
سأخرج من خلاياك وظنّي
مركبي عاد ليرسو...
ضاق بي بحرٌ أرى أمواجه زبدا
ألمَح في ما يلمحُ المأخوذ خلف الموجِ وجهك
عُدَّني نسيا... !
أفلا يَصدُقُ أني عائد كي تنتشي ذاكرة الأيام بي؟
وَهنٌ على وَهنٍ, ستحملني...
سأولد...
* * *
وسمعتُ أنّي نَبَّهتني من منامي معجزة
عهدٌ سمعت له السماء تشققت
والأرض من أحواله تصدعت
وأصختُ سمعي...
كم غريب!
لم تكن أنت الصدى!
* * *
باردٌ قلبي... فعُد بي...
ثمّ عُد في ما أتيت
باردٌ قلبي ولكن...
ما لقلبي حاجة في زمهريرك أو جحيمك
بارد قلبي ولكن...
ليس يشفي برد قلبي غير ناري
عُدَّني صخرا... !
أفلا يمكنُ أن يَشَّقَّقَ الينبوع مني!
* * *
وقرأتُ في ما خُطَّ في الأسفار أني كنتُ إنسان الحكاية
قد حوَّلتني صخرَةً ماردةٌ...
وعلى حياتي إدّعت حق الوصاية
وطوَّقتني بالخرافات العقيمة
فكسرتُ طوقي... !
كم غريب!
لم تكن أنت الردى!
* * *
باردٌ قلبي...
سأحكي عن تضاريس الحكاية
صخرة... من فوقها أمنيَّتي... صورةٌ راعشةٌ... وجَسَد
وفمٌ يحكي... وينسلٌّ الأبد...
وأراك!
عُدَّني أغمضتُ عينيَّ للحظة...
أفلا يحكي ارتعاشي قصَّةَ المُنسَلِّ من خلفِ الحكاية؟
* * *
وعرفتُ في ما يعرف الصاحونَ أنّي كنتُ مصباح الحكاية
والزيتُ من نزفي أنا... !
وفسائل الزيتون عنوان الحكاية...
ويكاد مصباحي يطيرُ إلى الجهات!
وحزمتُ أمري...
كم غريب!
لم تكن أنت الحكاية!
* * *
باردٌ قلبي...
وعيني لم تَعُد تخشى الرّماد
باردٌ قلبي...
توحَّدتُ وقلبَ العاصفة
باردٌ قلبي...
وتغمرني حنايايَ بدفءٍ,... بانتِشاء
عُدَّني سافرتُ فيكَ لمرحلة!
أفلا يمكِنُ أنّي قد تبيَّنتُ خُطوطَ المعضلة!
* * *
وكشفتُ في ما يكشفُ النّاجون من بحر الظلام
قبوٌ... وأوراقٌ مكدّسةٌ... وصوتٌ... وحُطام
وأدرتُ ظهري...
كم غريب!
لم تكن أنت أمامي!