المهاجران

2.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

إلـى اللهِ هـاجـر فـالمدينةُ أرحبُ * * * وطـيـبـةُ بـالإسلامِ أبهى وأطيبُ

فـكـلّ مـكـانٍ, فـيه شرعُكَ قائمٌ * * * عـلى الرغم من هجر الديار مُحبّبُ

لـكـم إخـوةٌ في أرض طيبةَ هلّلوا * * * لـمـقـدِمـكـم لـما أتيتم ورحّبوا

يُـحـبـون مَـن يأتي إليهم مهاجراً * * * فـيـا حـبـذا آتٍ,، ونـعمَ التَحبّبُ

وكـم مُخرجٍ, من أرضهِ، وهو مكرهٌ * * * ولـكـن ضَياعُ الدين أدهى وأصعبُ

فـهـاجر، فأرضُ الله واسعةُ المدى * * * فـإنـكَ فـيـها لستَ تظما وتسغَبُ

مـضـى أحمدٌ، والدمعُ ملءُ عيونِهِ * * * فـمـكـةُ أدنـى لـلـفؤاد وأقربُ

صـدقـتَ بقولكَ يابنَ نوفَل: مُخرجٌ * * * وإن كـان أحـمـدُ من مقالكَ يعجبُ

أيُـخـرجُ؟ لا ذنـبٌ أتـاه، ويَعتدي * * * عـلـيـه أنـاسٌ قد أساؤوا وأذنبوا

وما يصنعُ المضطرٌّ إن كان ضُيّقت * * * عـلـيـه ديـارٌ فـي حماها يُعذّبُ

ويُـمـنـعُ فـيـها من أداءِ فريضةٍ, * * * ويُـقصى لأجلِ الدين ظلماً ويُضربُ

فـيـا ويحهم قد أخرجوا خيرَ ساكن * * * ومـا كـان عـنها قبل ذلك يرغبُ

فـلا عـجبٌ أن يُفصحَ الدمعُ صامتاً * * * فـأبـلـغُ مـن قولٍ, دموعٌ تصبّبُ

لـقـد أذنَ الرحمنُ يا خيرَ صاحبٍ, * * * ومـثلكَ من يفدي الحبيبَ ويَصحبُ

هـنـيـئـاً أبا بكر صحبتَ محمداً * * * فـلا تحزنن فالحقّ لا ريب- يغلبُ

ومـا كـانَ حُـزناً أن تركتَ منازلاً * * * بـهـا الأهلُ والأحبابُ والأمُ والأبُ

ولـكـنَّ حـزنَـكَ أن يُصابَ محمدٌ * * * ولـيـس إلـيـكَ النائباتُ تُصوّبُ

لـكَ الـفـضلُ من بعد النبي، فردّةٌ * * * تـكـادُ بـأركـان الـشريعةِ تذهب

مُـسـيـلـمـةُ الكذّابُ زاد أُوارها * * * فـردة أهـل الـجـهـل نارٌ تلهّبُ

وقـفـتَ لـها تطوي لظاها بحكمةٍ, * * * وتـنـزع أنـيـابَ الـذين تحزّبوا

فـمـن لم يعد فالسيفُ أفضلُ فيصلٍ, * * * يُـعـيـدُ إلـيـهـم رشدَهم ويؤدّبُ

فـعـادوا سِـراعـاً بعدما ذاق بأسَه * * * جـهـولٌ، ولـلـكفر الجهالةُ مَركبُ

سـعـيـتَ مع الهادي ليثربَ قادماً * * * فـتـاقـت إلى اللقيا الحبيبةُ يثربُ

فـيـا مـوكـبـاً فيه الحبيبُ محمدٌ * * * وصـاحـبُـهُ الصدّيقُ: بدرٌ وكوكبُ

تـحـنٌّ قـلـوبُ المؤمنين إلى اللقا * * * وتـرنـو عيونُ الشوق منهم وترقُبُ

يـصـيـحُ أخـو بشرٍ,: أتاكم محمدٌ * * * فـيـا سـعـدَكـم لما أتى المتهيّبُ

ويـا فـرحـةً لم يشهدِ القلبُ مثلَها * * * غـداةَ أطـلَّ الـمـوكـبُ المُترقّبُ

فـأهـلاً وسـهلاً يا حبيبُ ومرحباً * * * فـأشـواقُـنـا تـهفو إليكَ تُرحّبُ

لـقـد زُيّـنـت تـلكَ الديارُ بقادم * * * هو الغيثُ هَطّالاً به الأرضُ تُخصِبُ

هـو الأهـلُ يـحـنو راحماً ومعلماً * * * فـلـيـس كـطه من يَرقٌّ ويحدبُ

فـنـسـألـكَ اللهم صـحـبةَ أحمدٍ, * * * فقد فاز في الدارين من كان يَصحبُ

وصَـلِّ عـلـى خـيرِ البريةِ كلما * * * أتـاك بـدمـعٍ, مـسـتجيرٌ وتائبُ

وسـلّـم عـلى الهادي الحبيب وآلهِ * * * إذا الشمسُ بانت أو إذا الشمسُ تغربُ

صـلاةً سـلامـاً دائمينِ على المدى * * * تـقـرّبُـنـا مـن هَـديـهِ وتُحبّبُ


أضف تعليق