بين الجهلِ وبين العلم *** دارت معركةٌ يا قوم
قال الجهل: كفاني فخراً *** انظر أتباعي يا علم
هذا (نجمٌ) شعَّ بليل *** هذي (شمسٌ) تمحو الويل
بقصورٍ, ينعمُ أتباعي *** لا يؤلمهم قرعُ اللوم
هذا يملكُ مالاً وافر *** فهو يُقامرُ ذاك يُتاجر
يملكُ أموالاً لا تُحصى *** عزُّ رغدٌ بيتٌ فاخر
من يتبعكَ فهو الخاسر *** ويُعذّبه فقرٌ كاسر
يتلوى يقبع حيراناً *** ويُسهّدهُ جرحٌ غائر
قال العلمُ: بعزٍّ, ظاهر *** لا تغترَّ بمالٍ, وافر
لا للجهلِ ولا للكبرِ *** وتواضع للهِ القاهر
إن تفخر بغنيِّ ماكر *** أنا فخري بفقيرٍ, صابر
يُطغي المالُ خسيسَ النفسِ *** يجعلُ منه عبداً خائر
أتباعي هم أقنعُ نفساً *** ويرومون نعيماً باهر
قال الجهلُ: بفقرٍ, تفرح ***وبأطفالٍ, شُعثٍ, تصدح
لا تنعم لا تفرح نفساً *** وسواهم في الروضةِ تمرح
كم طفلٍ, عانى من فقرٍ, *** لم يعرف نُجحاً لم يربح
*** *** ***
قال العلمُ: الدنيا خَسئت *** لمفاتِنِها دوماً تكدح
عجباً تزهو عجباً تقدح *** بوضيعٍ, تزهو وتفاخر
وتُباهي في قومٍ, صاروا *** عُبداناً للدين الخاسر
سادَ سراةُ القومِ قُروناً *** كانوا ذُخراً نبعَ مَفاخر
وذوو الجهلِ بقوا أحقاباً *** في حُفَرٍ, باتوا ومَقابر
إن تفخر بالذلِّ فإنا *** ملءُ القلب بنورِ الغافر
نَصحو نُمسي في نُعمانا *** كالدوحِ المعطاءِ الزاهر
قال الجهلُ\" كفاكَ مَلاماً *** قلبي انهارَ، وصارَ مغاور
قد آذاني مِنكَ مقالٌ *** اتركني في مرحٍ, غامر
يُسعدني لهوٌ وجمالٌ *** في الدنيا قد يغفرُ غافر
فازَ العلمُ بعزٍّ, غامر *** رَبحَ البيعَ بمسعى طاهر
للدنيا هوى وسُعارٌ *** ولنا عقبى ومحبة قادر
حمداً ربي لكَ وثتاءً *** ظهرَ الحقٌّ وغارَ الخاسر