قـال الـفـتـى: والله لـم أُزوِّرِ * * * وثـيقـةً غـيـرَ جـوازِ السـفرِ
أحـمـلـه مهـاجـراً مشــرِّداً * * * لـيس اختياراً لي، ولكن قـدري
مـن لم يـكن يعجبُــه فليأتنـي * * * بـغيـره، إن شـاء، أو فليعـذُرِ
بـه أجــوب دولـةً فـدولـة * * * وإنَّ فـي الحـدود بعض الخطـرِ
لـكـلِ شـرطيٍّ, أُريـه واثـقـا * * * مـحدِّقاً كالصـقر فـيـه نظـري
فـيختـم الشـرطي فيـه ختمـه * * * لا يـرفـض الأمر، وإن لم آمُـرِ
ولـيس من أعـجوبـةٍ,، وإنمـا * * * تـيســير ربٍّ, راحـم مقـتـدرِ
يـا سادتي مالي مع التزوير، من * * * هـوايـة، أو نسَــبٍ,، أو وطـرِ
ولـسـت معدوم الضمير، لا، ولم * * * أكن، ولو يـومـاً، عديـمَ النظـرِ
لـكنـني الهـاربُ مـن جـلاده * * * المفتـري المعـربـد المسـتهتـرِ
لا أقـبـل الظلم، ولا أرضى بـه * * * هل يقبل الطغيـانَ قلبُ الحجـرِ!؟
يـا سـادتـي، ما رأيكم لو أنكـم * * * في موضعي، أُعيذكم من ضـررِ
بالله هـل تمشـون للموت علـى * * * أقـدامـكـم، كيائـس منتحـرِ!؟
ألـيـس مما يُغـضِـبُ الله الذي * * * بـالعمر جاد، مسلَكُ الذلِّ الزَّري!؟
والـعمرُ! كم عمراً ليستغني الفتى * * * عـن واحدٍ, منهـا لنذلٍ, مفتـري!؟
* * *
بالله يـا ناسُ، ويا أهـلَ الحِجـى * * * والـذَّوقِ والـضميـرِ والتحضـرِ
مَـن بـيننا المزوِّرُ المحتالُ، مَن!؟ * * * أهـوَ أنا!؟ أم النظـامُ العسـكري؟
مـن لـم يدع شـيئاً على ربوعنا * * * شـيـئاً لـوجـه الله لـم يُـزَوَّرِ
ولـيـس بالمضطـرِّ، إلا أننـي * * * زوّرتُ مـضطراً جـواز السـفرِ!
كـلٌّ الـبلاد انطلـقت نحو العـلا * * * إلا بـــلادي، فَهـي للمنحـدَرِ
فـيـها حذاءُ (الأمن) في استهتارهِ * * * يـدوسُ رأسَ الـعالـمِ المفـكـرِ
يـمـعنُ في الظلمِ وفي النَّهب معاً * * * لا يـستحي، بل يزدهي بالمُنكرِ!؟
يـا مـوطنـاً يـدورُ في دائـرةٍ, * * * مـقفلةٍ,، ما الحـلٌّ إن لم تُكسَـرِ!؟
الـقـلـبُ مشـتاقٌ، وتـوّاقٌ إلى * * * يـوم ربـيعـيٍّ,، جميلٍ,، مُزهـرِ
نـعـيـش فيه مثلّ خلقِ اللهِ فـي * * * بـلادنـا، نحـيا حيـاةَ البشــرِ
نـحـيا بها، رؤوسُـنا مـرفوعةٌ * * * لا تـنحـني لـمجـرمٍ, مُسـتكبرِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد