صلاح الدين

5.5k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لو لم تُبلِّغكَ الحياةُ مُناكا *** لَكَفاكَ أّنَّك قد قهرتَ عِداكا

لكَ سيرةٌ كادت تُمَثَّلُ للنٌّهى *** بَشَراً يُنافِسُ في العُلا أملاكا

ومفاخِرٌ يومَ استغاثَ الشَّرقُ مِن *** خطَرٍ, أَلمَّ ولَم يُجرهُ سِواكا

صرخُوا النَّفيرَ وأَطمعُوا أحشادَهم *** في ثَلِّ عرشِكَ واقتحامِ حِماكا

حَمَلوا الصَوارِمَ والقَنا بحماسةٍ, *** وأَتوا ميادينَ القِتالِ وِشاكا

قلتَ (الجهادَ) فماجَ حولَ لِوائِك السَّ *** امي فَيَالِقُ لا تهابُ عِراكا

ولَقِيتَهم بعزيمةٍ, لا تنثني *** والرَّأيُ نِبراسٌ يَؤُمٌّ خُطاكا

وإذا البطولةُ عُزِّزت بِدِرَايةٍ, *** كانت لإنقاذِ الشٌّعوبِ مِلاكا

عادوا بخيبةِ آمِلٍ, وتَمَلأَّت *** مِن مُجتنى النَّصرِ المُبينِ يَداكا

عادوا ولم يُخلِد بهم وَهنٌ إلى *** يأسٍ, وظلٌّوا يَفتِلون شِباكا

حتَّى إذا أخذَ الكرى بجفونِن *** زحفُوا وما لاقَوا قَناً كَقَناكا

أَوَما سمعتَ رطانةَ الإِفرَنجِ مِن *** حولِ الضَّريحِ تخوضُ في ذِكراكا

وكأنَّني بك قد همَمتَ بوثبة ال *** أسدِ الهَصورِ لو استطعتَ حِراكا

جاسوا المدائنَ والقِفارَ وأَرصدوا *** في كلِّ وادٍ, غاشِماً فتَّاكا

يا ليتني أدري ومِثلُكَ يُقتدى *** بمِثالِه بين الورى ويُحاكى

أَيُتَاحُ للشرقِ المُعَذَّبِ ذائدٌ *** يرمي ويَبلُغُ في النِّضالِ مَداك


أضف تعليق