ما علا شعري ولم أزدد بيانا *** بل تبوَّأتُ من الحبِّ مكانا
لا تعاتبني على شوقيَ بل *** خذ لقلبي من شذا الزلفي أمانا
نقشت في خافقي أحرفَها *** فتغنيتُ بذِكراها زمانا
بلدةٌ طيِّبةٌ تحكي لنا *** قصصَ المجدِ وأسرارَ عُلانا
من يزرها ثم لا يكلف بها *** فاسألوا وارجو له المولى جَنانا
قلت للبدر وقد راقبني: *** إنني مندهشٌ، قال: كلانا
نضَّرَ اللهُ وجوهَ القومِ مَن *** حفظوا الوحيَ وصانوه فصانا
أيٌّ نورٍ, شعَّ من أضلعِكم *** فعرفنا فيه أسبابَ هدانا
أيٌّ عزمٍ, حلَّ في أنفسكم *** فربحتم في هوى المجد الرِهانا
همَّةٌ لم يسمع الدهرُ بها *** ورباطٌ صابرٌ لا يتوانى
حلَّقت بين الصحيحين المُنى *** ورأت منكم بلُقياها افتتانا
فرويتم من معينٍ, صادقٍ, *** وأخذتم منه للقلبِ أمانا
سنَّةُ المُختارِ أصفى منهلٍ, *** ما اجتواها مجتوٍ, إلا وهانا
أمتي نادت بنا ذات أسى *** فأجبتم صوتها لمَّا دعانا
قلتمُ لبيكِ ها نحن هنا *** نرفع الدين وفيه نتفانا
كانبثاقِ الصبحِ في وجه الدجى *** يملأ الدنيا ضياءً وحنانا
أيها الحفل سلامٌ عاطرٌ *** يملأ الأحناءَ في يوم لقانا
لم أكن يا قوم إلا شاعراً *** شارك الأحبابَ قلباً ولسانا