طُف بهذا (الوجودِ) لَحظاً ونَفسا *** وتَـمَلَّ الـجمالَ مـعنىً وحـسّاً
إملأِ الـعينَ مـن رُؤاهُ فُـتُوناً *** تَـملأِ الـنفسَ بـينَ جَنبيكَ أُنسا
أنـتَ بـالنَّفسِ لا بـجسمِكَ تَحيا *** فـاسقِها مـن بـهائِه تَحيَ نفسَا
صُـوَرُ الـحُسنِ فـيه لا تتناهى *** مـا لِـعَينٍ, تَـسري إِليهنَّ مَرسى
صـاغَها الـبارئُ الـمُصوِّرُ آياً *** يـتـجلَّى فـيها جـلالاً وقُـدسا
أَلَـقَت روعـةً، وفـاقت جـمالاً *** وأَقـامت مِـلءَ الـطبيعةِ عُرسا
أبـهجت بـالخمائلِ الخُضرِ تَندَى *** جَـنبَاتِ الـبِقاعِ حَـلياً ولِـبسا
هـاهنا الأَيـكُ نَـشَّرَ الظِلَّ بَرداً *** وهُـنا الـزَّهرُ غازلَ الماءَ هَمسا
والـشَّذا يَـفغَمُ الـخَيَاشِيمَ عـرفاً *** والـرٌّؤا يَـخلِبُ الـسٌّويداءَ خلسا
وعـلـيها كـاللازَوَردِ سـماءٌ *** رُصِّـعت بـالنجومِ دُرّاً ومـاسا
وجَـلَـت بـينها أَجـلَّ وأبـهى *** قـمراً يُـبهِجُ الـعُيونَ وشـمسا
كَـبُرَ الحُسنُ واستفاضَ على الكو *** نِ، فَـعَمَّ الأجـناسَ جِنساً فجِنسا
ووراءَ الــرٌّؤَا يــدٌ أبـدعَتهُ *** تـجتليها الألـبابُ ذوقـاً وهَجسا
وطَـوت فـيك كُلَّ ذلك، فانظر *** آيـةَ النَّفسِ، وهي فيك، وتنسى!
هـي رُوحٌ لـيست بِجِرمٍ,، ولكن *** تـتغشَّى مَـسَارِبَ الـجِرمِ غمسا
آيـةُ الآي..خَـلقُها أَشـهَدَ الآ *** يَ، وجَلَّى (الوجودَ) مَرأىً وحِسّا
ربِّيَ اشرح صدريº لأنعمَ بالحُس *** نِ، وألـقى لـدى تـجلِّيكَ أُنـسا