بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع ما يسمى بالتاريخ الشعري كما قيل في وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله:-
وفـاتـه بـأحـرف أرخـتها فقلت: (جدُ جوادُ واغفر لي وله)
أجاب عنها المشرف: محمد بن إبراهيم الحمد
الحمد لله رب العالمين: هذا النوع من الحساب يسمى بـ: (التأريخ الشعري) أو (حساب الجُمَّل)..
أما طريقة حسابه فتعتمد على ترتيب حروف الهجاء الترتيب الأبجدي لا الترتيب الألفبائي الذي نستخدمه، والترتيب الأبجدي هو كما يلي: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ.
وكل حرف من هذه الحروف له قيمة عددية وهي كالتالي:
آحاد عشرات مئات
أ = 1 ي = 10 ق = 100
ب = 2 ك = 20 ر = 200
ج = 3 ل = 30 ش = 300
د = 4 م = 40 ت = 400
هـ = 5 ن = 50 ث = 500
و = 6 س = 60 خ = 600
ز = 7 ع = 70 ذ = 700
ح = 8 ف = 80 ض = 800
ط = 9 ص = 90 ظ = 900
غ = 1000
وقد اشترط أصحاب هذا الفن عدة شروط لضبطه، وحسن استخدامه منها:
أن يتقدم على ألفاظه كلمة أرّخ أو أرّخوا، أو ما يدل على التاريخ، وإذا تصرف الشاعر في تقديم أو تأخير أو زيادة بعد لفظة (التاريخ) أشار إلى ذلكº لئلا يستغلق على القارئ.
ومن شروطه ألا يكون التاريخ في بيتين، بل قي بيت واحد ويستحسن أن يكون في عجز البيت لا في صدره.
ومن شروطه أن يكون في الأبيات الشعرية نكتة أدبية، أو فكاهة، أو حكمة، وأن تكون الألفاظ منسجمة والمعاني مؤتلفة.
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن المبلط يؤرخ جلوس السلطان سليم الثاني سنة 974 هـ:
تـولى مليك العصر وابن مليكه ***بـعـز وتـأييد ونصر وسلطان
ودولـة مـلك قلت فيها مؤرخا *** (سليم تولى الملك بعد سليمان)
ولو حسبنا جُمَّل قوله (سليم تولى الملك بعد سليمان) لوجدناه يساوي 974 وهو تاريخ جلوسه على العرش.
ومن شروطه أن تحسب الحروف على صورتها الكتابية لا حسب لفظها، فألف [فتى] تحسب ياء، وتاء التأنيث المنقطة تحسب تاء، وغير المنقطة تحسب هاء، والحرف المشدد يحسب واحداً، والهمزة الواقعة على السطر لا تحسب شيئاً كما أن ألف الإطلاق تعد ألفاً.
وبعض الشعراء يتفنن في هذا تفنناُ ويأتي بما يشبه المعجزات، ومن ذلك أن بعضهم أرخ عرساً جرى بحلب فجعل جمّل الحروف المهملة في البيت الأخير تاريخ العرس وهو سنة 1130هـ، وجعل الحروف المعجمة في البيت ذاته التاريخ نفسه وأضاف إلى ذلك ذكر التاريخ صراحة والأبيات هي:
أيـها الكامل يا من أخبرت*** فـي عـلاه فـئـة بعد فئه
خـذ تـواريخاً ثلاثاً جمعت *** لـك فـي مفرد بيت منبئه
بـصريح وحروف أعجمت ***وحـروف أهـملت مختبئه
عم حول وسرور العرس وهـ*** ـو ثـلاثـون وألـف ومئه
ونظم البهلول بيتين جعل التاريخ في كل شطر، بل جعل التاريخ مكرراً في الشطر الواحد، حتى إنه كرر التاريخ ثماني مرات في البيتين وهما:
(أهـديك مـدحاً بليغاً) (يا سني غدا ً) (بحر الفتوحات) (باهي الفضل والمنن)
1136 1136 1136 1136
(ألفاظه كنجوم) (فهي تشرق ما) (بدا سنا بدرها أرخه) (عبد غني)
1136 1136 1136 1136
ومن ذلك قول الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله - في ختام منظومته في العقيدة:
أبـياتها (يـسر) بـعدِّ الـجمَّل تاريخها (الغفران) فافهم وادع لي
أما البيت الذي يؤرخ وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - والذي ورد السؤال عنه فإليك بيانه، يقول البيت:
وفـاتـه بـأحـرف أرخـتها فقلت: (جدُ جوادُ واغفر لي وله)
التأريخ هو ما بين الأقواس: (جد جواد واغفر لي وله)
(ج = 3) + (د = 4) + (ج = 3) + (و = 6) + ( ا = 1) + (د = 4)
+ (و = 6) + (ا = 1) + (غ = 1000) + ( ف = 80) + (ر = 200) = 1389 هـ
+ (ل = 30) + (ي = 10) + ( و = 6) + (ل = 30) + (هـ = 5)
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد