بسم الله الرحمن الرحيم
أتيـتـك أُعـلن ذُلّي و فقري *** وأسفح فوق رياضـك زهـري
أتيت أُناجيك، أسـلو وجودي *** وأنـشر كالفجر سِرّي وجهري
أتيتك، أنت حبـيبي وربـّي *** وأنت محـيِّر قلبي و فـكري
جمالـك، أيّ جمـال عجيب *** تذوب به مهجتي! أيّ سحر!
جلالـك، أيّ جـلال مهـيب *** يبارك خيري، ويُلجم شـرّي
إلهي، إذا ضاع عمري، وروحي *** تسبِّح باسمك، ما ضاع عمري
أطير إلـيـك هـزار هُـيامٍ, *** وأحمل صوتي الخجولَ، وطُهري
أسـير إلـيك سـفينـة شوق *** يدافعـها الموجُ في كلِّ بحـر
وأركض نحـوك راهـب ليلٍ, *** وأجري وحولي العواصف تجري
فكن لي حمايَ، وكن لي هداي *** وكن لي قُوايَ وزادي وذخري
أتيتك، والحزن يعصـر قلبي *** وحولي الدٌّجى مكفـهرُّ، كبئر
أتيـتك، هـل من إله سواك *** فأسـري إليه!؟ وأيـّان أسري!؟
وقـد أثقـلت قدمـيَّ القـيود *** وأمـا الذّنوب فأثـقلن ظهري
و ما غير ذاتـك تُدركُ ذاتي *** و لا غير علمك يسبـر غَوري
أتيـتك، أنت القديـر الرحيم *** الكريم، وعفتُ المـلوك لغيري
أتيتك، والحبٌّ يُحرق روحي *** و تحـترقُ الكلمـاتُ بـثغري
و لولا يقـيني بأنـك تدركني *** لقـضـيـت ضحـيـَّةَ قهري
فلي ألف نجوى ولي ألف شكوى *** وعـنديَ ألف قصـيدة شعـر
تلاشت جميـعاً سـوى خاطر *** شرود الخـطا في خيالي الأغرِّ
يجوب حقول الرّضى و الأمان *** و يـنـشد كالطّير في كل بـَرِّ
إلهي إذا كنـت ترضى بأسري *** وما يـعتريني، فلا فـُكَّ أسري
فكم محـنةٍ, ذقـتها فـي هواك *** وما ضاق صدري ولاعيل صبري
عرفـت الحـيـاة مـمراً إليك *** وليـست مـناي، ولا مُستقرِّي
و أفـرح أنّـيَ مِلــكُ يديـك *** و أنّـي إليـك أُفـوّض أمري
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد