رسالة من الشهيد محمد الدرة إلى قناص يهودي

4.6k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

كُتِبت هذه القصيدة أيام قيام الانتفاضة الثانية بعد استشهاد محمد الدّرة بيومين:

رصاصَكَ سدّد فالصدورُ مواقــدُ ***وبالأرض من همّي جوًى متصاعدُ

رصاصَكَ سدّد يا حقــودُ فلا أنا *** من القـتل مُزوَرُّ ولا أنــا شاردُ

أنا من دمي تخضَرّ أرضي وتنتشي ***وينبتُ جيلٌ يألفُ الـهمّ واعــدُ

وتنبت مـن كل الشظيّـات أذرعٌ ***وتنبتُ هاماتٌ وتنمـو سواعـدُ

تراهن أن تبقى لها الأرضُ موطناً *** وفي كل فج كل صوبٍ, تجالــدُ

أنا الأرضُ عشقي حيث كنت يظلّ *** بي إليها حنينٌ عالـقُ الحبّ آبــِـدُ

ولستُ أُبالي أن يُفجّر صاعـِقٌ *** ولستُ أُبالي أن يُهـوّم راعـدُ

أنا ماجدُ الأعراقِ جدّيَ ماجِــدٌ *** أبي ماجدٌ عمـي كذلك ماجـدُ

غَذَتنيَ أمّ بــرةٌ بِلِــبانـــها *** نمانيَ أصلٌ طارقُ العــرقِ تالِدُ

وبالرّملِ منّي لو تبيّنتَ جوهــرٌ *** وفي الماء منّي لو تعلّقت مــاردُ

وأُومنُ أنّ الأرضَ حِضني ومَوئلي *** وأُومــنُ أنّ اللهَ ربّـيَ واحــدُ

وأحفـظُ تاريخي أَعيهِ حكايــةً ***تلقّنتُـها طفـلاً ووعييَ راشِــدُ

وأعلم أنّ القدسَ أوّلُ قِبــلــةٍ, *** أتاها من الرحمن في الليل وافـدُ

بها موكبُ الإسراءِ حلّ يــؤُمّهُ *** محمّدُ محمودٌ لـدى اللهِ حامــدُ

تقدّم وسدّد كلّ حقــدِك دفعـةً *** فأنت قضاءٌ في البلاد وشاهــدُ

تعيث بقُــدسي عابثاً بمساجـدٍ, *** بها راكعٌ لله دومــاً وساجــدُ

سنابلُ قمحي من عنائِيَ أجـدبت *** وزهرُ الرّوابي لوعةٌ ومواجــدُ

فيا وجعَ الآباءِ يــوم فراقِنــا *** ويا حُزنَ الماماتِ ماذا تكابــدُ

أبي ضُمّني لا تأسَ ما أنا ميّـت *** شهيدٌ أنا حيُّ وبالأرض خالــدُ

نعم ها أنا أختالُ تيهًا يحفّ بـي *** من الله روحٌ والجــنانُ زغاردُ

أقم عرسَكَ العلويَّ واجمع أحبّةًّ *** فللهِ يا اللهُ تلــك المقاعــدُ!

وبلّغ لأمـي أن تُزَيّن جيــدَها *** قلائدَ صبرٍ, نعـم هنّ قلائـدُ

سنبقى بأرضٍ, نحنُ فيها أوائلٌ *** ونحن لها شمسٌ ونحن فراقـدُ

سينصرُ ربّي دينَه وستنجــلي *** مع الزمن الدّوارِ تلك الشدائدُ

أيا قانصَ الأطفالِ دربُك مغلقٌ *** وكفّك مشلولٌ ويومُـك بــائدُ

فمهما سطوتَ اليومَ إنـّك زائلٌ *** ومهما تعد يوماً فإنّيَ عـــائدُ

فكلّ دماءِ الرائحـين سنابــلٌ *** وكلّ الدموعِ الهامياتِِ قصائــدُ


السابقنم هنيا
أضف تعليق