كُتِبت هذه القصيدة أيام قيام الانتفاضة الثانية بعد استشهاد محمد الدّرة بيومين:
رصاصَكَ سدّد فالصدورُ مواقــدُ ***وبالأرض من همّي جوًى متصاعدُ
رصاصَكَ سدّد يا حقــودُ فلا أنا *** من القـتل مُزوَرُّ ولا أنــا شاردُ
أنا من دمي تخضَرّ أرضي وتنتشي ***وينبتُ جيلٌ يألفُ الـهمّ واعــدُ
وتنبت مـن كل الشظيّـات أذرعٌ ***وتنبتُ هاماتٌ وتنمـو سواعـدُ
تراهن أن تبقى لها الأرضُ موطناً *** وفي كل فج كل صوبٍ, تجالــدُ
أنا الأرضُ عشقي حيث كنت يظلّ *** بي إليها حنينٌ عالـقُ الحبّ آبــِـدُ
ولستُ أُبالي أن يُفجّر صاعـِقٌ *** ولستُ أُبالي أن يُهـوّم راعـدُ
أنا ماجدُ الأعراقِ جدّيَ ماجِــدٌ *** أبي ماجدٌ عمـي كذلك ماجـدُ
غَذَتنيَ أمّ بــرةٌ بِلِــبانـــها *** نمانيَ أصلٌ طارقُ العــرقِ تالِدُ
وبالرّملِ منّي لو تبيّنتَ جوهــرٌ *** وفي الماء منّي لو تعلّقت مــاردُ
وأُومنُ أنّ الأرضَ حِضني ومَوئلي *** وأُومــنُ أنّ اللهَ ربّـيَ واحــدُ
وأحفـظُ تاريخي أَعيهِ حكايــةً ***تلقّنتُـها طفـلاً ووعييَ راشِــدُ
وأعلم أنّ القدسَ أوّلُ قِبــلــةٍ, *** أتاها من الرحمن في الليل وافـدُ
بها موكبُ الإسراءِ حلّ يــؤُمّهُ *** محمّدُ محمودٌ لـدى اللهِ حامــدُ
تقدّم وسدّد كلّ حقــدِك دفعـةً *** فأنت قضاءٌ في البلاد وشاهــدُ
تعيث بقُــدسي عابثاً بمساجـدٍ, *** بها راكعٌ لله دومــاً وساجــدُ
سنابلُ قمحي من عنائِيَ أجـدبت *** وزهرُ الرّوابي لوعةٌ ومواجــدُ
فيا وجعَ الآباءِ يــوم فراقِنــا *** ويا حُزنَ الماماتِ ماذا تكابــدُ
أبي ضُمّني لا تأسَ ما أنا ميّـت *** شهيدٌ أنا حيُّ وبالأرض خالــدُ
نعم ها أنا أختالُ تيهًا يحفّ بـي *** من الله روحٌ والجــنانُ زغاردُ
أقم عرسَكَ العلويَّ واجمع أحبّةًّ *** فللهِ يا اللهُ تلــك المقاعــدُ!
وبلّغ لأمـي أن تُزَيّن جيــدَها *** قلائدَ صبرٍ, نعـم هنّ قلائـدُ
سنبقى بأرضٍ, نحنُ فيها أوائلٌ *** ونحن لها شمسٌ ونحن فراقـدُ
سينصرُ ربّي دينَه وستنجــلي *** مع الزمن الدّوارِ تلك الشدائدُ
أيا قانصَ الأطفالِ دربُك مغلقٌ *** وكفّك مشلولٌ ويومُـك بــائدُ
فمهما سطوتَ اليومَ إنـّك زائلٌ *** ومهما تعد يوماً فإنّيَ عـــائدُ
فكلّ دماءِ الرائحـين سنابــلٌ *** وكلّ الدموعِ الهامياتِِ قصائــدُ