غياهب تحجب شمس الحق وتطمس عين الحقيقة

4.7k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

طال احتجابك فالظلام محاق*** حتى متى يتأخر الإشراق

الليل يهدي المدلجين بنجمه *** وبسحره ولشمسه آفاق

لكن هذا الليل سُحمٌ بَرقه *** ونجومه، متجهم صَعّاق

أرخى ستائره على آفاُقنا *** هل يستفيق الفجر وهي طباق

* * *

فالعتمة الدهياء تجتاح المدى *** وتطال عين الشمس وهي عَتاق

تغتال كل سنىً وكلَّ محجَّةٍ, *** أعداؤها الأنسام والأحداق

ظلمات هذا الليل موحشة الرؤى *** مخنوقة الأنفاس ليس تطاق

فكأنما آفاقنا قد أطبقت *** من فوقنا فاستحكم الإغلاق

ولرب قبر كان أرحب منزل *** فالموت أرحم والسجون رفاق

* * *

يا ربِّ ما لون الضياء وما السنا *** إني إلى عهد الضيا مشتاق

طال انتظار عيوننا وقلوبنا *** كيما تكحل بالسنا الآماق

صدت جيوش الليل أطياف المنى *** أنى لبارقة المنى إشراق

هذا الدجى المركوم همُّ موجع *** حتام يجثم فوقنا العملاق

* * *

كيف الصعود إلى الذرى وطريقه *** وعر المسالك والدجى أطباق

وعيوننا عشيت وغاض بريقها *** واغرورقت بدموعها الأحداق

واستفحلت فينا دياجير العمى *** حتى كأن نفوسنا أنفاق

ولقد دفنا في نطاق جسومنا *** أنَّى تَمَلمَلُ في الثرى الأشواق

ما حيلة الأقدام تحترف السٌّرى *** حين النفوس تشدها الأطواق

لما تنكبنا الطريق إلى العلى *** راحت تباري خطونا الأعماق

رحنا نحدق في الدجنة حُدَّباً *** كي تستبين سبيلها الأرماق

كلت بصائرنا فأوهننا العمى *** وتعودت أن تنحني الأعناق

لما سدرنا في الضلالة والدجى *** أنَّى خطونا دمٌّنا يُهراق

في الطٌّخية العمياء لا قلب يعي *** بل حيرة وتخبط وفُواق

راحت خفافيش الظلام تقودنا *** في كل قلب مقودٌ ووثاق


أضف تعليق