بسم الله الرحمن الرحيم
يستعد الآباء والأمهات والأطفال المغاربة لاستقبال موسم دراسي جديد، إذ بدأ بعضهم يقتني اللوازم المدرسية من المكتبات والمحلات التي استعدت هي الأخرى لذلك، كما فتحت إدارة المؤسسات التعليمية العامة والخاصة أبوابها في انتظار الشروع في الدراسة منتصف سبتمبر الحالي.
ويشهد العام الدراسي لهذا العام بالمغرب بعض الخلل خاصة في ظل استثناء قطاع التعليم بالدوام المستمر، وتجري الحكومة المغربية مشاورات من أجل إيجاد حلول لهذه المعضلة.
ثمن مناسب
ويجتهد الباعة المغاربة في تقديم آخر ما استجد من اللوازم المدرسية من أجل جلب المشترين، فتجد العديد منهم في الطرقات والمحلات التجارية يحاول عرض سلعته بطريقة مغرية.
يعرض محمد سلعته على الأرض بأحد الشوارع ويصيح بصوت عال \"درهم.. درهم\" (أي أن ثمن قلم جاف أو قلم الرصاص أو لاصق هو درهم واحد).
يقول محمد عن امتهانه بيع اللوازم المدرسية: \"خلال الصيف أعمل ببيع الساعات بالشاطئ، وما إن ينتهي موسم الصيف حتى أشرع في شراء اللوازم المدرسية من سوق الجملة لأبيعها بالتقسيط بثمن يناسب الفئات الفقيرة\".
وحول الإقبال على اللوازم المدرسية خلال هذه الفترة يقول مصطفى (صاحب محل تجاري): \"الأسر التي يتابع أبناؤها التعليم بالمؤسسات الخاصة تقبل على شراء اللوازم باكراº لأن أغلب المدارس الخاصة تبدأ الدراسة باكرا\".
فرحة العودة وهاجس المصاريف!
ما أن ينتهي التلاميذ من العطلة الصيفية حتى يبدأ الفرح يدب في نفوسهم من أجل استقبال موسم دراسي جديد من أجل اللقاء بأصدقائهم.
تقول نجوى (13 عاما): \"المدرسة بالنسبة لي شيء ممتع، لأنني سأبدأ عاما دراسيا جديدا وألتقي بزميلاتي فيها\".
أنس بدوره مشتاق للقاء زملائه والحديث معهم حول مكان قضائهم العطلة الصيفية، يقول أنس (15 عاما) بسرور: \"أحصي الأيام من أجل لقاء أصدقائي بالمدرسة لأحكي لهم عن الأماكن التي زرتها خلال العطلة الصيفية.. حقيقة اشتقت إليهم\".
وإن كان الأطفال يغمرهم الفرح والسرور لقدوم الموسم الدراسي، فإن الآباء يغمرهم هاجس التفكير في تدبير المصاريف المادية للوازم المدرسية.
تقول \"حياة\" أم لطفلين: \"الجديد في هذا الموسم الدراسي الجديد هو تزامنه مع شهر شعبان، وهذا يؤدي إلى مصاريف مالية إضافية، فما إن ننتهي من تكاليف الأبناء المادية، حتى نبدأ في الاستعداد لشهر رمضان الكريم\".
ويتحدث سعيد عن معاناته مع لوازم الأبناء المدرسية قائلا: \"لدي ستة أطفال كلهم في المدارس، وهذا يجعلني أقترض المال من أجل أن أوفر لهم ما يحتاجونه، إضافة إلى العديد من المتطلبات المعيشية اليومية\".
ورغم ما يقال عن عدم قدرة بعض الآباء تلبية لوازم أبنائهم المدرسية، فإن العديد من الجمعيات العاملة في المجال الاجتماعي والخيري تنشط مع بداية الموسم الدراسي فتساعد المحتاجين والمعوزين من أجل توفير ظروف مناسبة لدراسة أبنائهم.
الأمهات الموظفات والدوام المستمر
من بين ما يراه المواطن المغربي من إشكالات تواجه الأسر هذا العام هو العمل بالدوام المستمر لهذا السنة في المؤسسات العمومية والذي يؤدي إلى معاناة الأمهات الموظفات مع أبنائهم التلاميذ.
تقول سناء (موظفة): \"إن التغيير الذي يعرفه المغرب بخصوص العمل بالدوام المستمر في كل القطاعات باستثناء قطاع التعليم يطرح معضلة كبرى أمام الأمهات الموظفات، فمن سيتكفل بالأطفال فترة الغذاء مادامت الأم توجد خارج البيت\".
تشاطرها الرأي فاطمة (موظفة): \"إن العمل بالدوام المستمر سيعرقل عملنا نحن الموظفات خاصة اللاتي يعشن في ظل الأسرة الصغيرة، حيث لا جدة ولا عمة ترعى الأطفال، إنها حقا معضلة كبرى ويمكن أن نلجأ إلى الإضراب عن العمل في بداية الموسم الدراسي من أجل إلغاء العمل بالدوام المستمر أو تطبيقه في قطاع التعليم\".
وإضافة إلى الدوام المستمر يطرح مشكل آخر أمام المشتغلين بقطاع التعليم ويتعلق الأمر بمشكل التحاق الأزواج إذ ما يزال العديد من الأزواج والزوجات العاملون بقطاع التعليم يعيشون في مدن أخرى بعيدا عن بيت الزوجية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد