الفجر آت يا جنين !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مَاذَا جَنَى العُربُ العِرَابُ مِنَ الصَّمَم

 

صَرَعُوا كِيَانَ العِزِّ فاحتُضِرَ المَدَى

 

قَالُوا لَنَا: العَقلُ الحَصِيفُ وِقَايَةٌ

 

فَدَعُوا جِنِينَ لأَهلِهَا وَادعُوا لَهَا

 

أَرضُ الفِدَاءِ يَجُولُ فِي أَنحَائِهَا

 

لا تَحزَنِي فَالفَجر آتٍ, يَا جِنِيـ

 

يَصبُو إلَى مَجدٍ, أَثِيلٍ, طَالَمَا

 

يَا بِنتَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ وَالعُلا

 

يَا رَوعَةَ البَذلِ الَّذِي أَحيَا بِنَا

 

يَا أَنتِ يَا أختَ الفِدَاءِ الفَذِّ، يَا

 

وَصَفَعتِ كُلَّ مُهَرِّجٍ, فِي أَرضِنَا

 

طَوَّقتِ جِيدَ الّمُؤمِنَاتِ بِحِليَةٍ,

 

زَوَّجتِهِنَّ مَلائِكَ القُدسِ الطَّهُو

 

وَأَعَدتِ ذِكرَى السَّالِفِينَ بَسَالَةً

 

وَأَثَرتِ فِينَا شَهوَةَ العَليَاءِ لا

 

أَنتِ الَّتِي أَزكيتِ فِينَا هِمَّةً

 

أَحيَيتِ فِي العُربِ النِّيَامِ نَبَاهَة

 

سَادُوا بِهَا الدٌّنيَا غَدَاةَ جَمِيعُهُم

 

وَتَسَابَقُوا نَحوَ الشَّهَادَةِ، كُلٌّهُم

 

طُوبَى لِتُربَتِكِ الحَبِيبَةِ إنَّهَا

 

 

 

طِفلٌ هُنَا وَبُنَيَّةٌ عَاشَا مَعاً

 

قَتَلَ الغُزَاةُ المُجرِمُونَ أَبَاهُمَا،

 

وَتَقَدَّمَا: هَذِي تُقَبِّلُهُ وَذَا

 

(بَابَا) أَفِقº إنَّا ظَمِئنَا فَاسقِنَا

 

صَعدَت إلَى العَليَاءِ رُوحُ أَبِيهِمَا

 

وَتَحَجَّرَ القَلبُ اليَهُودِيٌّ الجَبَا

 

أَهوَى عَلَى الطِّفلَينِ يَروِي غِلَّهُ

 

فَهُنَا يَدٌ تَهتَزٌّ أُسرِعَ قَطعُهَا

 

 

 

تَبّاً لأَبنَاءِ الأَفَاعِي إنَّهُم

 

نَقَضُوا العُهُودَ وَمَزَّقُوا رَايَاتِهَا

 

إلاَّ فُنُونَ الحِقدِ والعُهرِ الَّذِي

 

فَليَفعَلُوا كُلَّ الَّذِي يَحلُو لَهُم

 

لَكِنَّهُم لَن يُفلِتُوا أَبَداً فَلا

 

فَالفَجرُ آتٍ, يَا جِنِينُ وَلَو بَدَا

 

وَسَيَعقُبُ اللَّيلَ البَهِيمَ بَشَائِرٌ

 

 

 

 نَصَبُوا لَنَا فِي كُلِّ عَاصِمَةٍ, صَنَم

 

كَمَداً بِلا ذَنبٍ, جَنَاهُ وَلا هَرَم

 

لا يُستَفَزٌّ، وَلا يَثُورُ، وَلا يَهِمّ

 

بِالنَّصر وَالتَّأيِيدِ وَالخَيرِ الأَعَمّ

 

قَومٌ أَشَاوِسُ كَالأُسُودِ ذَوُو لِمَم

 

 

 

ـنُ وَطَيفُهُ يَرنُو إلَيكِ عَلَى الأَكَم

 

حَلُمت بِهِ الأجيَالُ مِن جَدٍّ, وَعَمّ

 

وَالمَسجِدِ الأَقصَى المُبَارَكِ وَالحَرَم

 

رُوحَ الفِدَا، وَسَمَا بِنَا نَحوَ القِمَم

 

جِيلَ الشَّهَادَةِ قَد بَعَثتِ بِنَا الهِمَم

 

بَاعَ الرٌّجولَةَ والشَّهَامَةَ وَالقِيَم

 

لألاؤُهَا بَهَرَ البَصَائِرَ وَالذِّمَم

 

رِ بِجَنَّةٍ, مَهراًº فَيَا طِيبَ النِّعَم

 

وَغَسَلتِ أَوضَارَ التَّرَدٌّدِ وَالوَهَم

 

كِبراً عَلَى أَحَدٍ, وَلا أَشَراً يُذَمّ

 

وَبَنَيتِ مِن رُوحِ الشَّهَادَةِ مَا انهَدَم

 

كَانَت لَهُم سِيمَا تُهَابُ وَتُحتَرَم

 

لاذُوا بِشَرعِ ا$ِ، نِعمَ المُعتَصَم

 

يَرجُو الشَّهَادَةَ مُقبِلاً لا مُنهَزِم

 

مُزِجَت بِأَسمَى صَرخَةٍ, حَرَّى وَدَمّ

 

 

 

لَعِبَا مَعاً، نَامَا مَعاً عَن كُلِّ هَمّ

 

صَرَخَا مَعاً قَالا: أَبَانَا لا تَنَم

 

كَ قَدِ ارتَمَى ضَمّاً وَشَمّ

 

لَفَظَ الشَّهَادَةَ، عَانَقَاهُ، وَلَم يَقُم

 

لَم يَدرِيَا شَيئاً وَمَا خَطَّ القَلَم

 

نُ، تَفَجَّرَت فِيهِ النِّقَم

 

أَردَاهُمَا أَرضاً، وَزَمجَرَ وَاقتَحَم

 

وَهُنَاكَ عِندَ البَابِ تَرتَقِصُ القَدَم

 

 

 

مَهمَا عَلَوا فِي الأَرضِ شِرذِمَةٌ وَخَم

 

لَم يَحفَظُوا وُدّاً، وَلَم يَرعَوا حَرَم

 

بَزٌّوا بِهِ حَذَقاً زَنَادِقَةَ الأمَم

 

وَليَنعَمُوا حَظّاً بِحَاضِنَةٍ, وَأُمّ

 

شَيءٌ سَيَحمِيهِم إذَا الجَمعُ انتَظَم

 

طُولُ المَدَى، أَو لَيلُ مِحنَتِنَا ادلَهَمّ

 

وَسَتَنطَوِي عَن قُدسِنَا شَرٌّ الظٌّلَم

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply