إذا رمى الليلُ بظلمائه فوق الروابي واعتزى بالرياح
واغتال آمال القلوب التي تبحث عن نورٍ, يداوي الجراح
وغيَّب البدر المنير الذي يسكب في الظلماء روح انشراح
وغرَّر الأنجم حتى غدت أضواؤها مسكونةً بالكُساح
وحاصر الأطيارَ في وكرها حتى جفاها، أو جفته الصٌّداح
ومدَّ رجليه على أرضنا وظلَّ يستنزف صَبرَ البطاح
إذا رأيت الليل مستوحشاً يُتيح للأحزان ما لا يُتاح
يعلِّق الجوزاءَ في كفِّه يخرق عينيها بأقسى الرِّماح
يُغلق أبوابَ الثريَّا التي غنّى بها الشعرُ الغناءَ المباح
إذا رأيتَ اللَّيلَ في زَهوه وقد - تعالى - فيه صوتُ النٌّباح
واستنسرت فيه البُغاثُ التي يعجبها في الليل خَفقُ الجناح
وصار كهفاً مُرعباً مظلماً فبشِّر الدنيا بنور الصباح
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد