بسم الله الرحمن الرحيم
يا بابا: أين أحبائي *** جدي عمي وأعزائي
زمن قد طال ولم أرهم *** والشوق يفتت أعضائي
شوق للجدة يا لهفي *** شوق للحب المعطاء
كم كانت تحنو في رفق *** تعطي في جود الدأماء
كم رحت إليها ملتجئاً *** كانت أمني في الضراء
ولكم منعتني بعزتها *** وسقتني حنان الآباء
ولعماتي شوق يفري *** كبدي ويضاعف من دائي
أنا مشتاق لأحبتنا *** لصغار الحي أخلائي
أخبرني عنهم يا أبتي *** أعلمني بكل الأنباء
أنا عشت النكبة كاملة *** مأساة عمت أرجائي
أنا لست صغيراً يا أبتي *** أنا أعرف من هم أعدائي
الكفر بكل مذاهبه *** وبألوان وبأسماء
وبرايات مختلفات *** قد زخرفها للدهماء
وشعارات وأكاذيب *** وبأثواب كالحرباء
وبماذا أجيبك يا ولدي *** والقهر يمزق أحشائي
فالجد حبيس ياولدي *** فى سجن الظلم بصحراء
في زنزانات همجية *** حرست بكلاب الأعداء
آه من تدمر يا ولدي *** فلكم ضمت من آباء
من أم ثكلى من أخت *** من شبان من أبناء
في الخندق ألقوا يا ولدي *** بزهور الجيل المعطاء
بشباب قد كانوا أملاً *** لإعادة مجد وضاء
ودعاة الحق هم كانوا *** في نهضتنا كالطغراء
بل عمك طود يا ولدي *** رمق الدنيا باستهزاء
وانضم لقافلة الشهداء *** ليعلو فوق الأنواء
هم قدوة قوم ما هانوا *** إذ كانوا جند الخرساء
والأهل بأرضي يا ولدي *** شم صمدوا رغم الداء
رغم الزلزال ورغم الخ *** سف وموجة حقد هوجاء
ما هانوا يوماً بل كانوا *** أبداً كجبال شماء
كجبال بلادي بعلاها *** كتراب بلادي المعطاء
أعطوا صبراً أعطوا أملاً *** بقدوم الصبح الوضاء
والليل وإن دام طويلاً *** أو صار يفوح ببلواء
فسيذهب يوما يا ولدي *** ما في هذا من شحناء
والصبح سيشرق يا ولدي ويضيء بهيم الظلماء
ويعود الإسلام عزيزاً *** ويزيل عروش اللعناء
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد