نحو يوم عيد متميز

2.4k
4 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يعيشُ المسلمُ فَرحَةَ العيدِ، و يأنَسُ بلذته، و يَحمَدُ اللهَ - تعالى - أن منَّ عليه بإتمام صيام الشهر، و أنعمَ عليهِ بقيامه.

و يأتي العيدُ ليُسبِلَ على القلبِ بهجةً و سَعدَاً، و تلتقي أفئدةٌ، و تتلاقى أرواحٌ على خير و طاعة.

و حيثُ أن القلوب لم تَزَل تتمتَّعُ بنعيم النشاط في الطاعة، و تتقلَّبُ في رياضِ رياحين العبادة، و لم تَزَل مُقبِلَةً نحو الخير، مُدبرةً عن الشر.

لما كان ذلك كلِّه انطلقَ القلمُ خاطَّاً نقاطَ تَمَيٌّزٍ, ليوم العيد، و ناثراً أحرفاً لتصبح ساعات العيد مما لا يُنسى.

الكثيرون من الناس يقضون أيام العيد بلعبٍ, و لهو، فتتصرَّمُ ساعاتهم، و تنقضي أيامهم على غير منفعة تُجنى، و لا فائدة تُنال.

و حتى لا يضيعَ يومُ العيد سدى، هذه أفكارٌ مُقتَرحاتٌ لاستغلاله:

أولاً: الثقافيات.

و يُمكنُ أن يُستغلَّ يومُ العيدِ بأنواعٍ, من الثقافة العائدة بالنفع على مَن يحضرها، و هذه إشارةٌ إلى بعضِ أنواعها:

الأول: الفوائد.

و هي فوائدُ تُطرَح على مَن يَحضر، خفيفةً، سهلة، و هي على محورِ المشاركة من الجميع فيها، و الأنسبُ أن تكونَ في صورةِ بطاقات (كرت) يتنوعُ المكتوب فيها على ما يلي:

1- سؤالٌ.

2- فائدةٌ عامة.

3- حكم شرعي.

4- في ظلال آية.

5- قَبَسٌ من السنة.

6- رجلٌ عظيم.

و تكونُ موزَّعةً على كل مَن يَحضر اللقاء و الاجتماع.

الثاني: كلمةُ العيد.

بأن تكون الكلمة مخصَّصَةٌ ليوم العيد، و يكون الحديث فيها عن اليوم و ما يتعلَّقُ به من أحكام، على ألا تتجاوز المدة (15) دقيقة.

الثالث: المسابقات.

للمسابقات إحساس مرهَفٌ في النفوس، و لها إقبال منقطع النظير، إذ هي قد جمَعَت بين المتعة و الفائدة.

و إشغالُ يومِ العيد أو أيامه بمسابقاتٍ, نافعة خيرٌ و برُّ.

و المسابقاتُ صُوَرٌ كثيرة، منها:

1- المسابقةُ العائلية، و تكون موجهةً إلى عائلةٍ, و أسرة لا أن تكون موجهةٌ لأفرادٍ,، و الفائدةُ فيها ثنتان:

الأولى: المشاركة من جميعِ أفراد الأسرة.

الثانية: التنافسُ بين الأسر.

و لا يمنع أن تكون المسابقة فيها نوع من الطول، لإكثار التنافس و تقويته.

2- المسابقة الرجالية، و هي التي تكون موجهةٌ للرجال دون النساء، و يُراعى فيها أن تكون الأسئلة مما يهم شأن الرجال أكثر.

3- المسابقة النسائية، و هي كسابقتها.

4- المسابقة الطفلية، و تكون أسئلتها سهلة ميسورة، تهتم بجانب التربية و حسن الخلق و التعامل.

5- مسابقةُ الخَدَم، فتوجهُ لهم مسابقةٌ فيها: تصويرٌ لحقيقةِ الإسلام، و تعليمٌ لشريعته، و لابدَّ من التنبه لأمرٍ, وهو: أن مسابقاتهم تكون على كتابٍ, أو شريط ليس إلا.

و بعد هذا التقسيم لأجناس المتسابقين، نبين أنواع المسابقة، و هي:

1- المسابقات الشرعية، و هي التي تكون فيها أسئلةٌ عن: القرآن، السنة، الفقه، التوحيد....

2- المسابقات الثقافية، و تكون في الأمور العامة كـ: من أول من صنع كذا، و الألغاز، و غيرهما.

3- المسابقة الكتابية، فيختارُ كتابٌ و تجعل عليه أسئلة.

4- المسابقة السمعية، تتعلَّقُ بالشريط المسموع.

و من الأفكارِ المتعلِّقَةِ بالمسابقات:

1- أن تكون المسابقةُ على صورةِ بطاقات (كروت) بحجم اليد.

2- أن يكون المتسابقون فريقان، أو أفراداً.

3- أن تكون مسابقاتٍ, فورية، أو مسابقاتٍ, لها وقتٌ تنتهي فيه.

الرابع: اللقاءات.

في بعضِ الأُسَرِ رجالٌ يُشارُ إليهم بأصابعِ الاحترام و التقدير، و يُنظرُ إليهم بعين التقدير، و ذلك لاشتهارهم بـ: علمٍ,، أو منصِبٍ,، أو وَجَاهَةٍ,.

و لا ريبَ أن مثلَ هؤلاءِ قد محصَّتهُمُ السنين، و أخرجتهم التجارُِب فاستغلالهم مكسَبٌ كبير جداً.

و هذه هي فكرةُ اللقاءات، فيُعقَدُ لقاءٌ مع أحد أولئك، و يكونُ كأي لقاءٍ,.

الخامس: الكتاب.

و أعني به: توزيعُ كتابٍ, أو نشرةٍ, فيها تبيانٌ لبعضِ ما يقعُ فيه الناس، أو فيها بيانٌ لأحكام العيد (الفطر أو الأضحى).

السادس: الشريط.

و لا يجهلُ أحدٌ منفعةَ الشريط، و عظيم فائدته، و يُراعى في انتقاءِ الشريطِ كونُه مناسباً للفهوم، مخاطباً الواقع الذي يعيشه الناس.

ثانياً: الرياضات.

الرياضَةُ مُتعَةُ مُبَاحةٌ في شرعِ الله - تعالى -، و لا تكونُ مُحَرَّمَةً إلا بأحدِ أمورٍ, ثلاثةٍ,:

الأول: أن يكون الدافع لها شيءٌ محرم، كـ: قمارٍ,.

الثاني: أن يكون مصاحباً لها ما هو حرامٌ، كـ: آلةِ لهوٍ,، أو قد ضيَّعَت واجباً.

الثالث: أن تؤدي إلى حرام، كـ: قطيعةٍ,، و سبابٍ,.

و ما عدا ذلك فلا بأس به بناءً على الأصل.

فاستغلال أيام العيد بأنواعٍ, من الرياضات الباعثةِ في النفسِ رُوحَاً و أُنسَاً مطلب جميل، و عمل مباركٌ إن شاء الله.

و الرياضات أنواعٌ كثيرةٌ جداً، و المقصود استغلالها مع التوجيه نحو الأصوب، فتكون ترفيهاً مع إفادةٍ,.

و جميلٌ أن يكون هناك توجيهٌ لطيف من خلال الرياضة، فإن بعض الأسر يكون فيها إظهارُ ألفاظٍ, قبيحةٍ, اعتاد أهلها عليها فلا بأس من التوجيه اللطيف لهم.

و العناية بإقامةِ الرياضة في وقتٍ, لا يضيق معه وقت الصلاة، فلا يقام لها وقتٌ قبيل الغروب فيترتب عليه تأخير الصلاة عن وقتها.

ثالثاً: الاجتماعيات.

لا يَقومُ أساس من الدعوة، و الإصلاح إلا بتنظيمٍ, و تخطيط، و بهما يكون تحقيق الهدف، و بغيابهما يكون الفشل.

و المُرادُ بالاجتماعيات: التنظيمُ للعملِ الدعوي في العيد.

أي: تكليف أشخاصٍ, يقومون بترتيب المسابقات، و أخرين بتنسيق اللقاءات، و جماعةٍ, ثالثة في توفير الشريط أو الكتاب.

و مما يندرِجُ هنا تنظيم ألأوقات المناسبةِ لكلٍّ,.

و كذلك ما يتعلَّقُ بتوفير المال لأمور العمل الدعوي، فهو مهم و هو عَصَبُ العمل الدعوي، و بتوفيره يكون تحقيق أكبر قدرٍ, من العمل المقصود.

و الجامعُ لجميع تلك المُقتَرحات هو:

أولاً: الحكمة في الطرح.

ثانياً: التجديد في الأسلوب.

ثالثاً: مراعاة الزمان و المكان.

رابعاً: الرفقُ في الطرح.

سدد الله الخُطى، و بارَك في الجهود، ووفق الجميع للمرضاة، و سلك بنا درب النجاة.


أضف تعليق