رسالة في عيد

1.6k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

بَعدَ التَّحِيَّةِ والمَحَبَّةِ ما لِوَافِرِها مَزِيدُ*** لَكَ يا أَبَا الناسِ بي عَهداً وأنتَ أخي الوَدودُ

أرجُو لَكَ العِيدَ السَّعيدَ يَُفٌّهُ الأَملُ السَّعيدُ*** بِنَجاحِكَ المأمُولِ تَبلُغُ مِنهُ غايةَ ما تُريدُ

في كُلِّ مَسعىً مِن حياةٍ, شَملُها العِقدُ النَّضيد***ُ ورِحابُها الرَّوضُ المَجُودُ وأُفقُها الفَجرُ الوَليدُ

والعُمرُ في رَوقِ الشَّبابِ وزّهوِهِ مَشيٌ وَئِيدُ*** أَمَّا أَنَا فأَقول والجُرحُ القَديمُ هُوَ الجَديدُ

وغُيومُ أَحزاني عَلى آفاقِ أَيَّامي سُدود*** أَمُهَنِّئي بالعيدِ والنٌّعمَى إلِيكَ بِهِ تَعودُ

ومُبَشِّرِي بالعامِ مُقبِلَةً عَلَيكَ بِه السٌّعودُ*** أَيَكونُ لي فَرَحٌ وعِيدٌ والقَلبُ في صَدري عَميدُ

ومُدَى المَواجِعِ في سُويدَائي لَها حَزُّ شَديدُ*** وأنا هُنا عَن"قُدسِ أقداسي"وعَن"حَيفَا"بَعيدُ

والشَّعبُ، شَعبي في مَتِهاتٍ, دَجِيّاتٍ, شَريدُ*** والغصِبُ المُحتَلٌّ في أرضي لَهُ مُلكٌ وَطيدُ

والواقفونَ أمامَهُ لِلنَارِ تُوقِدُها الحُقودُ*** الثّابِتونَ وراسِخُ الأَطوادِ تَحتَهُمو يَميدُ

ما مِن سِلاحٍ, في مَعارِكِهِم تُصَدٌّ بِهِ الجُنودُ*** وتُرَدٌّ نارُ الحَربِ جاحِمةً ويَرتَدٌّ الحَديدُ

إلّا الحِجارةُ في الأَكُفِّ العُزلِ والصَّبرُ الجَليدُ*** ومَشَاعِلُ الإِيمانِ يَرفَعُها بِمِرَّتِهِ الصٌّمودُ

ثاروا.. وكُلٌّ فَتىً وَراءَ إهابِهِ لَيثٌ رَصيدُ*** ووَراءَ هِمَّةِ كُلِّ شَيخٍ, طاعنٍ, عُمُرٌ جَديد

ونساؤهُم شُعَلٌ تُقادُ بها إلى النَّصرِ البُنودُ*** ورِجالُهُم شُهُبٌ رَواجِمُها تُبِيدُ ولا تَبيدُ

ثاروا.. ولَيسَ لِنارِ ثَورَتِهِم علَى الباغي خُمودُ*** فَهُمُ الزَّلازِلُ والنَّوازِلُ والصَّواعِقُ والرٌّعودُ

وقُوَى عَزائمِهِم تُراعُ لَها التَّهائمُ والنٌّجودُ*** وصَدَى بُطولَتهِم علَى فَمِ كُلِّ عاصفةٍ, نَشيدُ

ثاروا.. وكُلٌّ وُجودِهِم في أَرضِهِم غَضَبٌ مَريدُ*** حَتَّى لَكَاد يَهُبٌّ مِن بَطنِ الثَّرَى المَيتُ الفَقيدُ

ولَكادَ في الرَّحِمِ الجَنِينُ يَخِفٌّ والطِّفلُ الوَليدُ*** وَلَكادَ ما قَد غابَ في الأَصلابِ يَحفِزُهُ النٌّهُودُ

لِيَذودَ عَن أَرضٍ,.. وَيبلُغَ مِن عَدُوٍّ, ما يُريدُ*** هُم في أَتُونِ الحَربِ يُلهِبُ جَمرَها الهَولُ العَتيدُ

ولَهُم بِساحِ كِفاحِهِم في كُلِّ مُنعَطَفٍ, شَهيدُ*** يَتَدافَعونَ إلى لَظى أجسامُهُم فيها وَقُودُ

ويُجرَّعون الصَّابَ دافَ مَرَارَهُ قَدَرٌ عَنِيدُ*** ومَعَ الجِراحِ النّازِفاتِ يَؤُجٌّ في دَمِها الوُقُودُ

ثَبَتُوا لِكَسرِ عِظضامِهِم يَمضي بِه الضِّغنُ الحقودُ*** ولِدَفنِهِم بِضَراوةٍ, يَمضي بِها الظٌّلمُ المُبيدُ

ولصَليِهِم في النّارِ لَيسَ لِحِقدِ مُوقِدِها هُمودُ*** وهُمو علَى قَيدِ الحَياةِ بِأُمِّ أعيُنِهِم شُهودُ

وعلَى عِنادِ الجَورِ ما لِعُتُوِّ سَطوَتِهِ نَديدُ*** صَمَدوا، وتاريخُ الصٌّمودِ لَهُ بِهِم سِفرٌ فَريدُ

ومَضَوا، وأَمجادُ المَضاءِ لَها بِهِم مَثَلٌ شَرودُ*** مُتَشَبِّثِينَ وحاصِدُ الأعمارِ مِنجَلُهُ حَديدُ

بالأرضِ والأرواحِ يُظمِئُها إلَى المُوتِ الوُرودُ*** صَمَدوا وآفاقُ الصٌّمودِ لَها بِمَحصَرِهِم حُدودُ

وحُلُوقُهُم جَفَّت وهُم يَستَنجِدُونَ ولا نَجيدُ


أضف تعليق