بسم الله الرحمن الرحيم
بَعدَ التَّحِيَّةِ والمَحَبَّةِ ما لِوَافِرِها مَزِيدُ*** لَكَ يا أَبَا الناسِ بي عَهداً وأنتَ أخي الوَدودُ
أرجُو لَكَ العِيدَ السَّعيدَ يَُفٌّهُ الأَملُ السَّعيدُ*** بِنَجاحِكَ المأمُولِ تَبلُغُ مِنهُ غايةَ ما تُريدُ
في كُلِّ مَسعىً مِن حياةٍ, شَملُها العِقدُ النَّضيد***ُ ورِحابُها الرَّوضُ المَجُودُ وأُفقُها الفَجرُ الوَليدُ
والعُمرُ في رَوقِ الشَّبابِ وزّهوِهِ مَشيٌ وَئِيدُ*** أَمَّا أَنَا فأَقول والجُرحُ القَديمُ هُوَ الجَديدُ
وغُيومُ أَحزاني عَلى آفاقِ أَيَّامي سُدود*** أَمُهَنِّئي بالعيدِ والنٌّعمَى إلِيكَ بِهِ تَعودُ
ومُبَشِّرِي بالعامِ مُقبِلَةً عَلَيكَ بِه السٌّعودُ*** أَيَكونُ لي فَرَحٌ وعِيدٌ والقَلبُ في صَدري عَميدُ
ومُدَى المَواجِعِ في سُويدَائي لَها حَزُّ شَديدُ*** وأنا هُنا عَن"قُدسِ أقداسي"وعَن"حَيفَا"بَعيدُ
والشَّعبُ، شَعبي في مَتِهاتٍ, دَجِيّاتٍ, شَريدُ*** والغصِبُ المُحتَلٌّ في أرضي لَهُ مُلكٌ وَطيدُ
والواقفونَ أمامَهُ لِلنَارِ تُوقِدُها الحُقودُ*** الثّابِتونَ وراسِخُ الأَطوادِ تَحتَهُمو يَميدُ
ما مِن سِلاحٍ, في مَعارِكِهِم تُصَدٌّ بِهِ الجُنودُ*** وتُرَدٌّ نارُ الحَربِ جاحِمةً ويَرتَدٌّ الحَديدُ
إلّا الحِجارةُ في الأَكُفِّ العُزلِ والصَّبرُ الجَليدُ*** ومَشَاعِلُ الإِيمانِ يَرفَعُها بِمِرَّتِهِ الصٌّمودُ
ثاروا.. وكُلٌّ فَتىً وَراءَ إهابِهِ لَيثٌ رَصيدُ*** ووَراءَ هِمَّةِ كُلِّ شَيخٍ, طاعنٍ, عُمُرٌ جَديد
ونساؤهُم شُعَلٌ تُقادُ بها إلى النَّصرِ البُنودُ*** ورِجالُهُم شُهُبٌ رَواجِمُها تُبِيدُ ولا تَبيدُ
ثاروا.. ولَيسَ لِنارِ ثَورَتِهِم علَى الباغي خُمودُ*** فَهُمُ الزَّلازِلُ والنَّوازِلُ والصَّواعِقُ والرٌّعودُ
وقُوَى عَزائمِهِم تُراعُ لَها التَّهائمُ والنٌّجودُ*** وصَدَى بُطولَتهِم علَى فَمِ كُلِّ عاصفةٍ, نَشيدُ
ثاروا.. وكُلٌّ وُجودِهِم في أَرضِهِم غَضَبٌ مَريدُ*** حَتَّى لَكَاد يَهُبٌّ مِن بَطنِ الثَّرَى المَيتُ الفَقيدُ
ولَكادَ في الرَّحِمِ الجَنِينُ يَخِفٌّ والطِّفلُ الوَليدُ*** وَلَكادَ ما قَد غابَ في الأَصلابِ يَحفِزُهُ النٌّهُودُ
لِيَذودَ عَن أَرضٍ,.. وَيبلُغَ مِن عَدُوٍّ, ما يُريدُ*** هُم في أَتُونِ الحَربِ يُلهِبُ جَمرَها الهَولُ العَتيدُ
ولَهُم بِساحِ كِفاحِهِم في كُلِّ مُنعَطَفٍ, شَهيدُ*** يَتَدافَعونَ إلى لَظى أجسامُهُم فيها وَقُودُ
ويُجرَّعون الصَّابَ دافَ مَرَارَهُ قَدَرٌ عَنِيدُ*** ومَعَ الجِراحِ النّازِفاتِ يَؤُجٌّ في دَمِها الوُقُودُ
ثَبَتُوا لِكَسرِ عِظضامِهِم يَمضي بِه الضِّغنُ الحقودُ*** ولِدَفنِهِم بِضَراوةٍ, يَمضي بِها الظٌّلمُ المُبيدُ
ولصَليِهِم في النّارِ لَيسَ لِحِقدِ مُوقِدِها هُمودُ*** وهُمو علَى قَيدِ الحَياةِ بِأُمِّ أعيُنِهِم شُهودُ
وعلَى عِنادِ الجَورِ ما لِعُتُوِّ سَطوَتِهِ نَديدُ*** صَمَدوا، وتاريخُ الصٌّمودِ لَهُ بِهِم سِفرٌ فَريدُ
ومَضَوا، وأَمجادُ المَضاءِ لَها بِهِم مَثَلٌ شَرودُ*** مُتَشَبِّثِينَ وحاصِدُ الأعمارِ مِنجَلُهُ حَديدُ
بالأرضِ والأرواحِ يُظمِئُها إلَى المُوتِ الوُرودُ*** صَمَدوا وآفاقُ الصٌّمودِ لَها بِمَحصَرِهِم حُدودُ
وحُلُوقُهُم جَفَّت وهُم يَستَنجِدُونَ ولا نَجيدُ