هكذا كانوا مع الصيف وشدة الحر


بسم الله الرحمن الرحيم

 

كان السلف - رحمهم الله - ذوي قلوب حيه - أمورهم كلها لله - عز وجل - ويتفكرون في القران والآيات في كل أحوالهم روي أن أحد السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء فيحال بينهم وبينه ويقولون لأهل الجنة ((أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله)).

 

ومن ذلك أيضاً أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم ويقال لهم خلود فلا موت فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادةً.

 

ومنها أيضا أن بعض الصالحين صب على رأسه ماءً من الحمام فوجده شديد الحرارة فبكى وقال: ذكرت قوله - تعالى -((يصب من فوق رءوسهم الحميم)) فلا إله إلا الله ما اشد تذكرهم وما أعظم اعتبارهم!!

 

وكان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار، فإن الساعة تقوم يوم الجمعة.

 

لعلك أخي الغالي عرفت أنني أتكلم حن الحر في الصيف وما يلاقيه الناس من شدة الحر في هذه الأيام واليك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين (اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر فهو من سموم جهنم، واشد ما تجدون من البرد فهو من زمهرير جهنم)

 

فالمؤمن يجب أن يتذكر النار كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!! عياذاً بالله منها.

 

أخي الغالي: إن سلفنا - رضي الله عنهم - رغم انعدام وسائل التكييف والراحة التي ننعم بها في زماننا ولله الحمد لم يقطعهم عن طاعة من الطاعات مهما كانت المشقة على النفس ومنها الجهاد في سبيل الله - تعالى -ولعل أو ما يخطر ببالك تلك الغزوة العظيمة التي خرج فيها سيد الخلق أجمعين بأبي وأمي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه - رضي الله عنهم - في شدة الحر والتي لم تمنعهم عن النفير في الجهاد لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولكنها منعت المنافقين الذين قالوا كما أخبر الله عنهم (وقالوا لا تنفروا في الحر) فجاءهم الجواب المناسب لمقالتهم (قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون) أما من تخلف من الصحابة الصادقين بغير عذر فقد تاب الله عليهم بعد قصةً مشهورة.

 

أخي الحبيب: البعض منا يعجز عن مجاهدة النفس على القيام ببعض الطاعات وهو منطرح على أنعم الفرش وتحت التكييف، آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده من ألوان الطعام الكثير، ومع ذلك فإنه يتثاقل عن الصلاة مع الجماعة أو يتكاسل عن القيام بحقوق الوالدين، وصلة الرحم...إلى غيرها من أبواب الخير أو يظن بمثل هؤلاء أن يجاهدوا أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية وهم لم يستطيعوا جهاد أنفسهم؟؟!!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply