الإجازة الصيفية أفكار وأراء


 

بسم الله الرحمن الرحيم  

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

فقد طلب مني بعض إخواننا في الحي أن أقدم ورقة حول الإجازة فكتبتها على جهة السرعة ورغب إلي بعض الأخوة نشرها وهي ضميمة إلى جهودٍ, متتابعة في هذا المجال.

من المعلوم لكل مسلم أن حياته مجال عمله ومزرعة آخرته فحياته لها معنى يختلف عن البهائم والأنعام ومن هم على شاكلتها أو أضل لذا لا يصح أن يوجد في قاموسه أو جدول أعماله ـ انقطاع أو توقف ـ فهو وإن توقف عن عمل نظامي أو بدني فإن قلبه ولسانه وفكره يكون عامراً بمعالي الأمور..وهو كذلك يعلم أن الصحف التي يكتب بها الملائكة لن تتوقف مادام له نفس يتردد أو عقل سليم.

والناس تجاه الإجازة لهم مذاهب في الأسلوب الذي يقضونها فيه، فهناك من يقف نفسه لطلب العلم واستثمار الفرص المتاحة في ذلك، ومنهم من ينفر في سبيل الله للدعوة وتعليم الناس ما يخفى عليهم.

ومنهم من يضرب في الأرض ابتغاء التجارة.

ومنهم من يذهب بعائلته إلى البلاد المقدسة.

ومنهم من يذهب بعائلته سياحة في أرجاء البلاد.

ولا شك أن لكل قوم ما يناسبهم ويلائم طرائقهم، لكن يجب تحري الشرع في كل ذلك وفق كل مطلب يقصده الإنسان.

وحول تلك الأمور أقدم بعض النصائح التي أراها مناسبة وهي تسمو بما لدى الأخوة من إضافات وقدرة فائقة على التطبيق.

1ـ تذكر فقه الأولويات وترتيبها حسب الأهمية وتنبه إلى مسألة أن ليس كل ملح عليك هو الأهم في حياتك وعلى أية حال تذكر أهمية التوازن في أخذ الأمور والاعتدال فهو أحد علامات النجاح والاستمرار.

2ـ اقرأ حول الموضوع سواء من الكتب أو المقالات أو استماع الأشرطة التي تخدم في رسم البرنامج والاستفادة من الوقت وعلى سبيل المثال (فتاوى وتوجيهات في الإجازة والرحلات) لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -، و(ترتيب الأولويات طريق النجاح) لـ د. عبداللطيف الخياط، و(الفوضوية في حياتنا) عادل بن محمد العبد العالي، و(125 طريقة لحفظ الوقت) محمد بن صالح العبدالله، و(وصايا الأباء للأبناء) د. محمود شاكر سعيد.. وغيرها.

3ـ المحافظة على الرصيد العاطفي، إذ هناك من يحسن على عياله فترة الإجازة ويقدم لهم كثيراً من الخدمات.. ولكن يختم ذلك بنوع من التعامل الفظ الغليظ الذي يسحب كل ما لديه من أرصدة سابقة، وانظر في ذلك مقال لفضيلة الشيخ د. يحيى اليحيى في موقع (طيبة).

4ـ الترفيه المشروط، وأعني بذلك تضمين الترفيه والنـزهة أهدافاً سامية واستثمار الأحداث التي يمر بها الإنسان والتعليق على المواقف سلباً أو إيجاباً، وأن لا تمر الأوضاع والحالات الاجتماعية دون فحص وتحقيق مع الدوافع والأسباب والنتائج.

5ـ لا تخاطر برأس مالك، قد تأخذ بعض الأخوة عاطفة الأبوة ويغلب عليه الحنان فيجره ذلك إلى نوع من إمتاع الأهل بتعريضهم لبعض أماكن الفتن والشهوات، وقد يكون غافلاً عن الصور التي سوف تثبت في مخيلتهم والآثار السلبية التي تعلق في أذهانهم واكتساب بعض الانحرافات السلوكية، خاصة وأن هناك فئات من الشباب ومن في حكمهم ممن تأخرت مرحلة المراهقة عندهم لديهم سوء خلق وقلة حياء تجعلهم لا يقيمون للشرع ولا لغيره كبير اهتمام، بل وقد تصل الوقاحة إلى مضايقة الآخرين وإسماعهم ما يكرهون، فلا تعرض نفسك لإهانة هؤلاء السوقة والحثالة، (فلا يورد مصح على ممرض).

6ـ قبل أن تذهب ـ قف قليلاً ـ وتذكر هل تركت والديك أو أحدهما وذهبت لإيناس أولادك؟ هل خلّفت من يقوم برعاية مصالحك؟ هل أشعرت الجيران وكنت على تواصل معهم في سفرك؟.

وحاشاك أن تذهب مع الرفاق والأصحاب وتترك الأهل والذرية هملاً تتقاذفهم أمواج الفتن وأصحاب الأهواء والشهوات.

ومن رعى غنماً بأرض مسبعة     ونام عنها تولى رعيها الأسد

7ـ إياك وأسر العادة والشهوات والمألوفات، كم هم الذين يملكون قرارهم، لكن بعقل وإقناع ومشاركة للآخرين وكم هم الذين أوقعوا أنفسهم في شباك من العادات التي فرضوها على أنفسهم، والتزموا بها وأسسوا عليها اقتصادياتهم وعلاقاتهم فإذا نازعهم أحد على تعديل البرنامج أو تخلف بعض المحاور وجدت الانهزام أمام سور وهمي من التعارف على نمط معين من الأساليب والمطلوب أن يكون الإنسان جريئاً في التراجع عن الخطأ، جاداً في البحث عن طرائق أكثر إيجابية.

8ـ عند السياحة أو التنـزه لاحظ مسألة الفروق الفردية بين الكبار والصغار والرجل والمرأة وكذلك ما جبلت عليه بعض النفوس، فإنه ليس من الحكمة حمل الناس على نمط معين من الترفيه أو السياحة.. ومن المهم استطلاع الرأس سلفاً وتداول بعض النقاط الترفيهية في الموضوع (جهةً، وقتاً، وسيلةً).

9ـ خذ كفايتك من النفقة لئلا تكون عالة على الآخرين من غير سرفٍ, ولا مخيلة.

10ـ عند رسم البرنامج لأي مشروع ضع في الاعتبار العوائق والعوارض لتجعل فيه مرونة تمكنك من تطبيق ما تيسر من غير خلل.

11ـ قد يكون في المناطق التي تريد السفر إليها مناشط وبرامج دعوية أو علمية فمن الممكن المشاركة فيها وهي من ضمن منافع السفر، وإياك والتجمعات التي فيها منكرات أو الدخول في الهيشات.

هذا الحديث لمن ساح في الداخل وقد يفيد منه من أراد السياحة في الخارج ولهم حديث خاص يأتي إن شاء الله.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply