الفراغ و الترفيه البريء


 

بسم الله الرحمن الرحيم  

الفراغ نعمة من نعم الله، يجب شغله بكل وسيلة شرعية، وذلك بالقيام بالعبادة بمفهومها الواسع، أو على أقل تقدير بالأمور المباحة شرعًا دون ما هو محرم، ففيما أحلَّ الله غُنية عما حرم، وقد أرشد المولى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقوله - سبحانه -: (فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فأرغب) [الشرح: 7، 8].

وفي الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)) خرجه البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.

ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتنم خمسًا قبل خمس))، وذكر منها: ((وفراغَك قبل شغلك)) خرجه الإمام أحمد والبيهقي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.

وكم كان الفراغ سببًا في الانحراف بكل ضُروبه، والفساد بشتى صوره، عند عدم استثماره، فهو مِنَّة ونعماء، لكن إذا استُغِلَّ في معصية الله فهو نقمة وبلاء.

الترفيه البريء، والترويح المباح، لا غضاضة على الإنسان فيه، بل قد يكون مطلوبًا أحيانًا لأغراض شرعية، كما في حديث حنظلة: ((ولكن ساعة وساعة)).

لكن يجب أن يكون كل ترفيه وترويح في حدود ما هو مباح شرعًا، فالإسلام لا يحجر على أتباعه أن يروِّحوا عن أنفسهم، أو يُدخلوا السرور على أهليهم وأبنائهم، وأن يقوموا بالوسائل المباحة في ذلك شرعًا.

أما أن يُستغَل ذلك فيما يضعف الإيمان، ويهزٌّ العقيدة، ويخدش الفضيلة، ويوقع في الرذيلة، ويقضي على الأخلاق والقيم والمُثل والمبادئ، فلا وكلا.    

   

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply