بسم الله الرحمن الرحيم
يا صديقي... حمداً لله على سلامتك... ومبارك لك في عطلتك... اعتقد بأنك طالب مجد... ممتاز... لا شك أنك قدّمت امتحاناتك بسوية عالية...فهذا ما عهدته عنك...
أريد من خلال هذه الرسالة المختصرة... أن أتذاكر معك بعضاً من المقترحات من أجل استغلال الوقت الاستغلال اللائق بمستوى طموحك ونضج شخصيتك... فالعطلة بالنسبة لك استراحة... والاستراحة لا تعني بالضرورة... الاسترخاء والنوم المتأخر... والتراخي في الواجبات والتفنن في قتل الوقت وتبديده... لأنني أعلم بأنك إنسان محترم تعرف للوقت وللزمن قدره... وتعلم ما لبناء حاضرك من أثر فعّال لمستقبلك...
ولهذا أرغب إليك بمطالعة هذه المقترحات لتصنع منها أنت ما يناسبك... وهذا لا يتعارض مع ما خططته أنت لنفسك...
1) الأهل: هذه فرصة مناسبة من أجل أن تعترف لجميل أهلك عليك وبما خدموك فيه بإخلاص فترة امتحاناتك وما قبل امتحاناتك في تهيئة الإمكانيات المادية والمعنوية التي تعينك على نجاحك ولا شك أنهم حاولوا أن يبعدوك قدر الإمكان عن مشاكلهم وهمومهم... لذلك أراك متشوقاً إلى خدمتهم... منفّذاً لرغباتهم بالمعروف... شكرُ غيرك باللسان وشكرك أنت بالأفعال والأعمال... وإليك بعضاً من المقترحات:
· بإمكانك مساعدتهم في جلب الأشياء والحاجيات.
· المساعدة مع الأخوة والأخوات من أجل مساعدة الوالدة وحملها على أكف الراحة... سواء الأعمال المنزلية أو تبادل لكلمة الطيبة معها وإدخال السرور والفرح إلى قلبها...
· استغلال فرصة العطلة للتقارب الكلّي بين أفراد العائلة من خلال مقترحات آتية وأخصّ بالذكر هنا أهمها ألا وهي (( السهرات العائلية بين أفراد العائلة ذات الطابع الجاد في الحل المشترك للمشاكل الكلية المتعلقة بالأسرة بمجملها... أو الأفراد فرداً فرداً... أو ذات الطابع السامر من فكاهة ومعادلات إخبارية مفيدة.... الخ...))
· المقترح على الأهل " الأب والأم " القيام بالتزاور للعائلة كلها من طرف الأب والأم وذلك بعد الإحصاء والتنظيم لأوقات الزيارة...والقيام الفعلي بالزيارة قدر الإمكان وعلى الأقل المهاتفة... والتقارب ما بين الفروع والأصول... وهذه مناسبة رائعة للتقارب بين الأقارب الأبعد... فالكل تقريباً لديه أولاد وأحفاد والسؤال عن حالهم وأخبارهم والاهتمام بشؤونهم والتقرب منهم... يسعدهم ولا شك... ويجعل رابطة الأسرة أمتن وأسلم وأرصن في هذا الوقت المشتت المفرق المبعثر... بل إن العيد على الأبواب وله ما له من المقترحات وأن ما فيه من تواصل تقليدي قد لا يؤدي مفعوله لتقليديته وللمتعارف بأن الزيارة فرض أو واجب خلال الأعياد لذلك طوبى للغرباء الذين يصلون من يقطعهم... ويستمرون في الزيارة رغم انشغال الناس... لا شك أن الآباء في شوق لهذه الزيارات ولكنهم بحاجة إلى تشجيع أو تذكير... كن صاحب همّة وادفع بهم إلى زيارتهم وفي حال عدم الإمكان ضع في مخططاتك زيارة من تستطيع وكن من (( الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل )).
2) المحيط من الأصدقاء والمعارف: ما قيل في الأقارب يقال في الأخ والصديق... فترة الامتحان فرضت عليك من التقاطع والتباعد فلماذا لا تعوّض في هذه الفترة... صدقني هناك عشرات الأصدقاء بحاجة إليك... بل أنت أيضاً بحاجة إليهم... وتواصلك معهم سيكون قوة وترابط، مودة ورحمة، تجعل منك إنساناً واعياً لمسؤوليته ومهمته في الوجود (( الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )).
3) الوضع الدراسي: حتى تؤمن لنفسك عطلة جيدة ومستقبلاً أفضل... راجع امتحاناتك والإشارات التي وضعتها على المواد السيئة وارسم خطة تتفادى فيها أخطاءك وعثراتك... أو ما لم تستطيع تقديمه لعذر أو لآخر لتتحرر من قلق الماضي وتدخل إلى نفسك نوعاً من الرضا عن النفس.
4) التعويض: ربما فاتك الكثير من النشاطات والأعمال وربما أهملت بعض الواجبات فهذا وقت تعوض فيه... ما فاتك... مثل سماع الأخبار... أو الرياضة... أو المطالعة....الخ.
5) الصلاة:: ومن أوجب ما ينبغي تعويضه والتركيز عليه هو علاقتك مع ربك بشكل مباشر....
أ- الصلاة :
1- حاول أن تطرد من ذهنك الشواغل وأن تخشع في صلاتك.
2- حافظ على صلواتك في أوقاتها.
3- لا بأس أن تكون هذه الصلاة في جماعة سواء داخل المنزل مع الأهل
أو في المسجد أن أمكن...
4- استدرك النوافل المتلازمة مع الفرائض.
5- ركز على صلاتيّ الوتر والضحى.
ب- الذكر: عاود أذكار ما بعد الصلاة كحد أدنى... ولا مانع أن يكون لك ورد معين تستذكره بشكل دائم.
ت- القرآن: عاود قراءتك وتلاوتك كحد أدنى ثم راجع محفوظاتك والأجمل أن تحفظ بضع آيات تزين بها يومك.
ث- الصوم: جميل أن تجتمع مع عائلتك في صيام أيام مثل ( رجب وشعبان....الخ) أو أن تكون لهم قدوة في انفرادك بصيامك طاعة وتقرباً.
ج- قيام الليل: اعتقد بأنك أصبحت من زبائن الليل ومن عشاق الليل وحتى لا تفتر همتك حافظ على قيام الليل ولو بركعة واحدة قبل صلاة الفجر.
6) الرياضة: النشاط الجسدي من أهم ما يجب القيام به بعد فترة ركون وجلوس فحتى تجدد نشاطك ودورتك الدموية وتعيد التوازن إلى أجزاء جسمك لا بد من لعبة رياضية مناسبة سواء منزلية "تمرينات سويدية" أو خارجية.
7) النشاطات الثقافية:
1- بإمكانك متابعة الحركة الثقافية ضمن المراكز الثقافية والندوات المقامة في المكتبات الوطنية.
2- زيارة المكتبات ومطالعة آخر الأبحاث العلمية والفكرية.
3- ترقب البرامج الثقافية والفكرية والأفلام الوثائقية ضمن الشاشة الصغيرة "التلفاز"..
4- الفيديو أيضاً بإمكانك مشاهدة الأفلام المفيدة المرفهة... والأفلام التي تثير قضايا اجتماعية مهمة أو رسائل فكرية ومحاضرات علمية ودينية وبإمكانك جلبها من المراكز الثقافية ومحلات الفيديو.
أمثلة من هذه الأفلام:
· محاضرات دينية: مثال: محاضرات: أحمد ديات، والسيد حسين فضل الله، وعبد المجيد الزنداني وغيره...
· أفلام علمية: مثال: الموسوعة العلمية البريطانية، موسوعة عالم الحيوان.
· الأفلام الوثائقية والسياسية: وعد حكاية شعب، البوسنة والهرسك، السلطة، أوجه الموت، نشأة الصهيونية....
· أفلام متنوعة: واعتقد بأنك لست بحاجة لأن أذكرك أن الأفلام مادة ثقافية مفيدة، غير أن الأفلام كلها ليست لك... اختر الأفلام التي تتلاءم مع هدفك وإنسانيتك... كن أميناً لرقابة ربك ولتكن تسليتك فائدة... لا أن تكون موضع ضرر نفسك وجسدك وسبباً من أسباب المعصية.
8) المنتزهات: الفسحة والصداقة مع الشمس والهواء خير ما تفعل عند الملل والسأم.
1- احرص على أن تذهب للحدائق العامة وأن تقرأ أو تتأمل أو حتى تسترخي وسط الهواء النقي والسماء الزرقاء والجنة الخضراء... استثمر كل شيء يمكن استثماره.
2- المتاحف : اعتقد بأنك في هجران شبه تام للمعالم الأثرية التي تلهمك الماضي وروعة الماضي... مثال: أن تصاحب إخوتك وأهلك أو صديقاً لك وتزوروا معاً مجمل المتاحف الموجودة في بلدك... مثال : (( الوطني، الحربي، العلوم، الخط، قصر العظم، المسجد الأموي..))
3- الأسواق والأحياء القديمة... اعتقد بأنك غير محيط ببلدك كفاية وربما الغريب يعلم أكثر مما تعلم ومن الجميل أن تستغل فرصة العطلة... لتنزل إلى الأسواق القديمة والحارات الشعبية المحافظة على رونقها و بنائها...وأن تتعرف على أصالتك ومنبع حضارتك...تخيل لو ظلت الحياة كما كانت...أن تعرف بلدك أكثر يعني أن تكتشف شخصيتك أكثر....وهذا مجمل ما استطعت تذكره...
لا شك أن مخططاتك زاخرة، عامرة بالمفيد والجميل...
وأتمنى لك عطلة موفقة غنية بالخيرات والقربات...
والسلام وعلى الأمل نجدد اللقاء.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد