زُمُرٌّدَةٌ سَكَنَت في عَيني *** بَينَ القَزَحِيَّةِ والجِفنِ
مُمَوَّجَةَ اللَّونِ مُزَركَشَةً *** كالطَّيفِ وليسَ بِحَدَّينِ
خضراءُ كَلَونِ حَضَارَتِنَا *** زرقاءُ كَلَونِ النَّهرَينِ
لكن تتأرجَحُ أحياناً *** كَي تَبدوَ ما بَينَ البَينِ
القلبُ يذوبُ لِذِكراها *** فَيَسيلُ الدَمعُ كَسَيلَينِ
وتَفيضُ المُقلَةُ بالعَبَراتِ *** الجاريةِ لِوَجَعِ الخَدَّينِ
* * *
زُمُرٌّدَةٌ تَغفو تَحتَ الرِّمشِ *** وتَصحو بِتُراثِ الجَدَّينِ
رَمَدٌ يَنسَلٌّ وحُمَّى تَفتِكُ *** فاللصٌّ يَرومُ زُمُرٌّدَتَينِ
زُمُرٌّدَةٌ صاحَت*** وامُعتَصِمٌ *** حتى أسمَعَت الثَّقَلَينِ
لكِنَّ الآنِكَ في الآذانِ *** ومُعتَصِماً تَحتَ الحَجَرَينِ
فَعَمُورِيَّةُ صَارَت ذِكرى *** وحَصِيلَتُنا أُحُدٌ بِحُنَينِ
* * *
رَمَدٌ في العَينَينِ يَعيثُ *** ويَهتِكُ لِصُّ قَرنِيَّتَينِ
أينَ زُمُرٌّدَةُ المَنصورِ؟! *** وزُمُرٌّدَةُ المأمونَينِ؟
بَحَثَ اللصٌّ فَصَالَ *** وجَالَ سَحَقَ البؤبؤَ والمُقلَتَينِ
كُلٌّ لصوصِ الدنيا سَألوا *** أينَ بَريقُ زُمُرٌّدَتَينِ؟
فَأجابَ القَلبُ الهادِرُ أبداً *** سَتَعودونَ بِخُفِّ حُنَينِ
فأنا أَحمِي مَحبوبَتَيَّ *** ومُستَمسِكٌ أنا بالأبهَرَينِ
فَقُرَّةُ عَينٍ, بهذا البُطَينِ *** وقُرَّةُ عَينٍ, بذاكَ البُطَينِ
* * *
زُمُرٌّدَةٌ تَحكي حِكَايَةَ شامٍ, *** وأُخرى تُؤَرِّخُ للرافِدَينِ
فَهَا ذي دمشقُ تَئِنٌّ وتَبكي *** وبغدادُ تَذرِفُ دَمعَ الحُسَينِ
فَمَتى تحنو زُمُرٌّدَتَانِ *** بِسَهَرٍ, وحُمَّى كَالتَّوأَمَينِ؟
ومَتى خالِدُ يَعضُدُ سَعداً *** ويَزحَفُ قعقاعُ بالخَمِيسَينِ؟
ومَتى المُغيرَةُ يَخلَعُ رُستُمَ *** والمثنّى يَمتَشِقُ السَّيفَينِ؟
ومَتى القادسيّةُ تَحكي *** لِحِطّينَ حِكَايَةَ الفِيلَينِ؟
ومَتى يَفِيقُ ابنُ العَلقَمِيِّ *** والفارِسِيٌّ وذو العَقرَبَينِ؟
ومَتى يُسحَقُ ذَيلُ الأفعى *** بعدَ بَترِ الرَّأسِ والنَّابَينِ؟
ومَتى يُطَوَّقُ ذَنَبُ الرٌّومِ *** بِوِزرِ الخائِنِ والخِيانَتَينِ؟
ومَتى مَيسَلونُ سَتَغضَبُ *** غَضبَةَ مُضَرٍ, والعُمَرَينِ؟
ومَتى بَرَدَى سَيَهدُرُ نَخوَةً *** لِهَدِيرِ دِجلَةَ والفُراتَينِ؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد