جثة إنسان

1.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّـهـا جُـثَّـةُ إنـسـانٍ,، فـهـلاَّ *** كنتَ يا كَلـبُ مـن المحتـل أفضل!

كُـل مِـن الجثَّـةِ فالأمَّـةُ تُـؤكَـل *** إنهـا فُرصـةُ عـمـرٍ, لا تُـؤجَّـل

أمتـي، مليارُهـا مـا زال يشـكـو *** غفلـةً عـن عِـزَّةِ المجـد المؤَثَّـل

لم تزل ترنو إلـى الإصـلاحِ، لكـن *** سلكت دربـاً إلـى الإِفسـادِ أَوصَـل

كُـل مِـن الجثَّـةِ لحمـاً بالمـآسـي *** وبجـور المعتـدي الباغـي مُتـبَّـل

كُل، وكُل - يا كَلبُ - من لحمِ قتيـلٍ, *** أرضُـه بالغـارة الشَّعـواءِ تُقـتَـل

جـثَّـةٌ جهَّـزَهـا رشّــاشُ بــاغٍ, *** وشواهـا، وإلـى نـابِـكَ أَرسَــل

كُـل مِـن الجثَّـةِ فالظَالِـمُ أعطـى *** لـكَ حـقَّ الأَكـل والنَّهـشِ وحلَّـل

لا تَخَف، أنـتَ أقَـلٌّ القـومِ جُرمـاً *** أنتَ لـم تفعَـل كمـا الظالـمُ يَفعَـل

أنـتَ لسـتَ الآكِــلَ الأوَّلَ منـهـا *** فرئـيـسُ الفِـرقـةِ الرَّعـنـاءِ أوَّل

*****

أتعبـت الأرضَ صراعـاً وخـلافـاً *** وحروبـاً، حقـدُه فيـهـا تـأصَّـل

أشعـل الحقـدَ الصليـبـيَّ، فلـمـا *** أبصر النَّارَ، انتشـى عُنفـاً وأَشعَـل

هكـذا الإصـلاحُ فـي منطـقِ بـاغٍ, *** كلَّمـا بَـانَ لَــهُ الـحـقٌّ تــأوَّل

سمـع المصلـحُ بالظـلـم، فألـقـى *** كلَّ مـا فـي يـده اليُسـرَى وعجَّـل

أرسل الأسطول في الجـوِّ، وأجـرى *** في ميـاه البحـر أسطـولاً وحـوَّل

هَمٌّـه أن يـرفـع الظٌّـلـمَ بظـلـمٍ, *** ويُلاقـي معـول الـهـدمِ بِمِـعـوَل

همٌّـه أن يمـنـح الأمــنَ عـراقـاً *** فأتـى بالقـوَّة العُظمـى وجَلـجَـل

جاء بالأمـنِ، ولكـن فـي الشَّظايـا *** والصواريخ وفـي الغـازِ المُخَـردَل

أَمنُـه يقـتُـل أطـفـالاً صـغـاراً *** ونسـاءً، فهـي شــيءٌ لا يُعَـلَّـل

صـورةٌ للأمـنِ لا يُـبـدعُ فيـهـا *** - بعد شارون - سوى الرَّاعي المؤَهَّل

**** *

صـورةٌ شَوهـاء لـلأمـنِ رأيـنـا *** وجهَهـا الكالـحَ فـي شَعـبٍ, يُقَتَّـل

يَهـدِمُ المسجـدَ والـدارَ، ويرضَـى *** حينمـا يُبـصـر بيـتـاً يتـزلـزل

صـورةٌ شَوهـاء لا ينـفـع فيـهـا *** بُـوقُ إعـلامٍ,، ولا عُـذرٌ مُهَلـهَـل

صـورةٌ للأمـنِ يـا ضيعـةَ أمــنٍ, *** عنـد قـومٍ, حقدهـم فيهـم تَغَلـغَـل

لـو سألنـا عنـه بغـدادَ، لقـالـت *** فـي دَمِ الفلٌّوجـةِ القـولُ المفصـل

قصَّةٌ يـا كَلـبُ، لـو يسمـع عنهـا *** جَبـلٌ صَلـبٌ عظيـمٌ مـا تحـمَّـل

قصَّـةٌ تبـدأ مـن آخــر سـطـرٍ, *** كتبتـه الرِّيـحُ فـي صَفحـةِ جَنـدَل

نقـل البـركـانُ منـهـا كلـمـاتٍ, *** لم تكـن، لـولا فَـمُ البُركـانِ تُنقَـل

أيٌّهـا الآكِـلُ مــن لـحـم قتـيـلٍ, *** ودَّع الأوهـامَ، والعَصـرَ المُضَلَّـل

أنـتَ يـا كَـلـبُ مـثـالٌ لـوفـاءٍ, *** فلمـاذا طَبعُـكَ - اليـومَ - تحـوَّل

هل رأيـتَ الآكـلَ الغاشِـمَ يَسطـو *** فتمثَّـلـتَ بــه فيـمـن تمـثَّـل؟؟

إنهـا جُثـةُ مَـيـتٍ, لـيـس فيـهـا *** غيـر سُـمّ يقتـل الجانـي وحنظَـل

إنَّـهـا جُـثَّـةُ إنـسـانٍ,، فـهــلاَّ *** كنتَ يا كَلـبُ مـن المحتـلِّ أَفضَـل


أضف تعليق