بينــي وبينــك منهــج وكتــاب وعقيــدة وصلــت بهــا الأسـباب
وشـريعة غــراء أشـرق نورهــا فــظلام ليلــك عندهــا ينجــاب
مـا زال يسـري فـي البصائر نورهـا فــالكون ميــدان لهــا ورحــاب
يـا سـائلي عــن نبض قلبي لا تسل بينــي وبيــن همومــه ســرداب
قـلـب الفتـى دنيـا تقــوم بنفسهـا فيهــا جبـــال صلبــة وشــعاب
فيهـا محــيط مــن مشـاعره لـه ثبــج ومــوج هـــادر وعبــاب
لا لا تسـلني عـن بحـار مشـاعـري فــالموج فيهــا هــادر صخــاب
سـلني عـن الأشـواق عـن غاياتهـا فلــدي عــن هـذا السـؤال جـواب
أنــا شـاعر وقفـت قصيدتـه علـى غصـن وفــي نظراتهــا اسـتغراب
وقـف الـيراع علـى ضفـاف دواتـه متـــأملا مــا صاغــه الكتــاب
مـا صاغـه الشـعراء فـي زمـن له مــن كــل فكـــر ســاقط طلاب
قــد علقـت فيـه الـرؤوس فما ترى إلا الــرؤوس تقــودهــا الأذنــاب
لا لا تسـلنـي عــن بـداية رحـلتي وعــن الطــريق تـحفــه الأتعـاب
سـلنـي عـن الأرض التـي واجهتهـا بـالصرخــة الأولــى فعــز جنـاب
بــالأمس تأسـرني بـراءة وجههــا ويشــد قلبــي لونهــا الـجــذاب
واليــوم تـأســرني تلاوة قــارئ تـنســاب فــوق لســانه الأحـزاب
يتلــو فتنتفــض القلـوب مهـابـة إن القـلـــوب الموقنــات تـهــاب
فــإذا تـلا أم الـكتــاب تــألـقت أرواحنــا وســمـا بنـا الإعـجــاب
إيــاك نعبــد لا لغـيرك نـنـثنـي وبــك اســتعانـتنا ومنــك ثــواب
يــا قـارئ القـرآن ليلـك واحــة والأفـــق عنــدك منظــر خــلاب
اقــرأ ليذكــر مــن تكـبر أنــه مهمـا تطــاول فــي الحيـاة تــراب
اقــرأ ليفهـم مـن يحيد عن الهـدى أن الــولاء لـمــن إليــه مـــآب
اقـرأ ليخـرس كــل فــن سـاقط يشــدو بــه عـبـر الأثـير غــراب
اقــرأ لتنقــذ أمـة فــي دربهـا تـتـثــــاءب الأزلام والأنصــــاب
لعبـت بهـا الأهـواء فهـي شـقيـة بقعودهــــا وعدوهــــا وثـــاب
لعبـت بهـا الأهــواء فهـي ذليلـة تشــكـو وتغلــق دونهــا الأبــواب
اقــرأ كتـاب اللـه فهـو شـريعـة مــن دونهــا نهــر الحيـاة ســراب
آياتـه تتلـى فتسـعد أنفس شــقيت ويــــذهب همهـــــا وتثــــاب
هـذا خطــاب للعبـاد فهـل وعـى قلــب وهــل غسـل العقـول خطــاب
ديــن يعيش بــه الحقيقـة مـوقن ويتيــه عـــن ومضاتــه المـرتـاب
ديــن يـذوق بـه السـعادة صـادق ويــذوق طعــم شــقائـه الكـــذاب
فــي القـرب منـه سـعادة ولـذاذة والبعـــد عنــه تحســر وعـــذاب
يـا قــارئ القــرآن لا تـركن إلى مــن سـافروا فــي لهوهم وارتـابـوا
أخـلـص فأقوال العبـاد وفعلهـم قشر وإخــــلاص القلــــوب لبــــاب
يــا قـارئ القـرآن قلبـك عـامـر وقـلـوب مــن هجـروا الكتـاب خـراب
فــي النــاس مـن هـم كالسـوائم مـا لهـم وعــي ولكـن مـا لهـم أقتاب
ولـرب ذي عقـل حــصيف راجــح أغــواه عــن درب الهــدى الأصحـاب
خــاطبت نفســي والهمـوم كبـيرة وعلــى وجــوه الـذكريــات حجــاب
لا تحـقري يـا نفسـي منظـر عابـد فـالنـحل فــي نظـر العيــون ذبــاب
مــا قيمـة الإنســان إلا بـالتقـى فـأمامـــه تتضـــائل الأنســــاب
نعطــي ونمنــع واهميــن وإنمـا يعطـــي ويمنــع ربنــا الوهـــاب
بارك الله، جزاك الله خيرا، جزاكم الله خيرا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد