(أصغوا.. فسوف أبثكم حسراتي)
هذا رسالة من فتاة ((شيشانية)) صاغها شاعرنا الرائع على شكل قصيدة شعرية، وذلك لكي تكون الكلمات أبلغ وأقوى ولكي تصل هذه الرسالة إلى كل مسلم على وجه هذه البسيطةº فمليار مسلم من يسمعهم مثل هذه الرسائل سبات عميق والله المستعان..
أبناء الصليب يعيثون في الأرض فساداً ونحن نستعرض ألسنتنا على بعض..
فإلى متى هذا التخاذل والخضوع؟! لقد اغتيل العفاف في أوساطنا ونحن مشغلون بحرصنا على الدنيا وبعدنا عن الآخرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
ولا أطيل عليكم بهذه المقدمة، ولكن أترككم مع هذه الرسالة لعل وعسى.
أصغوا فسوف أبثكم حسراتي *** وأمدٌّكم بالحزن من آهاتي
أصغوا لأُطربكم بفيض مواجعي *** وأحيطكم بمدامعي وشكاتي
أصغوا لأفجعكم بأغرب قصة *** نُقلت إلى الأسماع من أنّاتي
أصغوا فإن حروف قولي تصطلي *** من بؤس ذلِّ ينسجوه عداتي
واستطلعوا معنى الإخاء بلذة *** فلسوف تروي محنتي عبراتي
كانت لنا أحلامنا يا إخوتي *** لكنها ذُبحت بكفِّ طغاةِ
كانت لنا الآمال أجملُ لوحةٍ, *** رسمت من الأفراح والخيراتِ
كنا نعيش أيا أحبةُ عزةً *** تحيا مآذننا بتكبيراتِ
كنا نحس بمجدنا لما نرى *** إسراع كل الناس للصلوات ِ
كنا نذوق حلاوة في ديننا *** لما يجيء العيد بالبركاتِ
فترى صغار المسلمين تجمّعوا *** وعلى وجوههمُ ترى البسماتِ
وتراهمُ قد أمسكوا ألعابهم ***وتدق سمعك أعذب الأصواتِ
وترى الجميع قد امتطوا أفراحهم *** وكأن دنياهم بلا نكباتِ
وترى الثمار تطيب في أشجارنا *** وترى الزهور جميلةَ اللَّمساتِ
وترى الجبال وقد كساها خضرة *** ربٌّ العباد واهب الرَّحماتِ
وترى رُبًى (البلقان) تبرز حُسنها *** وكأنما هي أجمل الفتياتِ
وتُحس حقاً أنّ في إسلامنا *** ما يمنح الإنسان كل ثباتِ
وصفت لنا الدنيا كأنقى قطرة *** والتَمَّ شمل الناس بعد شتاتِ
لكنّ أبناء الصليب تبجَّحوا *** صبٌّوا رَصَاصَهُمُ على الطرقاتِ
فتناثر الأطفال صرعى مثلما *** رُشَّ الجراد بقاتل الحشراتِ
وغدت حياة الناس مثل قيامة *** قامت وكل الخلق في غفلاتِ
ذلٌ وحربٌ يا أحبةُ والأسى *** يكوي القلوب ويَلفَحُ الوجناتِ
غدرٌ يقدِّمه لنا أعداؤنا *** في ثوب سلمٍ, يسرقُ النظراتِ
يأتي المساء فلا أبٌ يحمي الحمى *** وتبين شمس الصبح عن أمواتِ
يأتي المساء وتنطوي آمالنا *** وأظلٌّ أبكي الليل من حرقاتي
إني لأعجب حين أبصر حالنا *** وأحس أن رجالنا بسباتِ
إني لأعجب حين أبصر حالنا *** وأرى العدو يوجِّه الطغياتِ
إني لأحزن حين نَمدُدُ كفنا *** للمعتدين ونرسل البسماتِ
يا ويح قومي كيف نامت أسدهم *** في أيّ صقعٍ, خلفوا العزماتِ
ناموا على عزف السلام وما صحوا *** فغدت مرابعنا بدون حماةِ
يا ويح قومي حرّفوا قرآنهم *** لم يأخذوا بدلالة الآياتِ
يا ويح قومي أغفلوا سنن الهدى *** زرعوا الخلاف وأشعلوا الثََوراتِ
حسبوا بأن المجد يأتي عندما *** يتسابقون بأطول الكلماتِ
حسبو بأن الفوز يأتي عندما *** يتضحاكون بأمتعِ السهراتِ
حسبوا بأن النصر يأتي عندما *** يتفاخرون بأفضل الحفلاتِ
ظنوا بأن طريقهم سَيُريحهم *** من كل ما يشكون من أزماتِ
لكنهم وأدوا الكرامة عندما *** مدّوا الإخا لمحرفي التواراةِ
لكنهم ظلوا طريق سموِّهم *** سهروا على الأوتار والنغماتِ
لا يا أحبة ليس يرجع حقنا *** إلا بحزم يُحرق الشهواتِ
لا يا أحبة ليس يرجع حقنا *** إلا بسيف ينصر الحرماتِ
هذا هو التاريخ يروي مجدكم *** فلتقرؤا إن شئتمُ الصفحاتِ
كم قد رفعنا ذلة عن قومنا *** كم نشرنا العلم والحسناتِ
كم قد فتحنا من بلادٍ, إخوتي *** ولكم جعلنا اللين رمزَ دعاةِ
كم قد رفعنا ظلم طاغوتٍ, بغى *** ولكم هزمنا أكبر القواتِ
صغنا الحياة على كتاب إلهنا *** بعنا النفوس لخالق النَّسماتِ
وتحقق النصر العظيم لجيلنا *** لما صدَقنا الله في الخلواتِ
هذي سطور المجد في تاريخنا *** أرسلتها.. والحزن في كلماتي
لا تركعوا للمعتدين فسلمهم *** زيفٌ وإن كتبوا على الورقاتِ
لا تركضوا خلف السراب أحبتي *** فربوعنا ملأى من الواحاتِ
كونوا ضياءً يا رجال عقيدتي *** فالكون يشكو وطأة الظلماتِ
رَبَّاهُ إني قد رفعت شكايتي *** وعلى صِِغاري وابل الطلقاتِ
حقق أيا رباه وعدك إنَّنا *** ندعوك أن تعلي لنا الراياتِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد