وماذا بعد؟!
هل بقيت لأطيافِ الظلام ِرؤًى بعيني بعدُ لم تبدُ؟
وهل لضياعنا الموعودِ في مستقبل الذكرى..
بقيةُ لوعةٍ, أخرى؟!
تلاشت عن نواظرنا مرايا الذات
وانطفأت من الإحساسِ جذوتُنا..
توسّدنا تثاقل حلمنا المأسور بالسلوى..
ولم نشغل بسطوتنا..
سوى حزنٍ,.. يحسّ بنا..
ويأسٍ,.. يائسٍ, منا!!
ومازلنا نواجهُ عصفَنا المحمومَ في جلدٍ,..
ينامُ بخيمةٍ, كادت بها الأوتادُ أن تهوي..
ينامُ وحلمُه يروي حكايةَ سيدِ الفرسان..
إذ دانت له طوعاً رحابُ الكون..
وانثالت له إشراقةُ الرؤيا..
تسامى فوق غايته.. وأشغل خاطرَ الإشراقِ في شمسٍ,..
تمنّت فجرَه أمداً،
تسيّد أفق عالمه، وكانت أرضُه تحوي مدى غيمِ السماء
وما تلاشت شمُسه.. أبداً.
وفي يومٍ, من الأيام..
حين اعتزّ منه العزٌّ واستجلى دوامَ الحال بالآتي..
تفيأ ظلَّ غفوتِه..
ونام.. ولم يكن يدري..
أيوماً كان، أو بعضاً من الأيام قد لبث المنام به..
تحيّر عند صحوتِه..
تلفّت باحثاً عن أي تذكارٍ, لصهوتِه..
تغيّر عن رؤاه الحال.
واستل التساؤل عن حسامٍ, كان يعهدُه..
وعن ذكرى صهيل..
أنا لم أنسَ كيف بدا.. بعيني ساعة الرؤيا..
كأني ألتقيه اليوم مفترشاً هوانَ العمر..
ترمقُه عيونُ الكونِ إشفاقاً..
تعلّلُه.. لكي يبقى يسامرُ ذلّ جلسته على بوابة الدنيا..
وماذا بعد؟! هل بقيت بدوحتنا غصونٌ بعدُ لم تذوِ؟
وهل مازال ثمة في وعود شتائنا الآتي..
مهبٌ للرياح بما لانشتهي يكسو وجوهَ فصولِنا الذبلى؟
تعوّدنا على عصفِ الضياع..
ولم تعد تعني لنا أشتاتُنا شيئاً.
وشيّدنا الدمارَ كما يشاء..
ولم نعد نبني على أطلالِنا شيئاً..
مدينتُنا.. دخانُ الموتِ أرّقها..
وأحرقها لهيبٌ أوقد المأساةَ في ليلٍ,..
غدا معناه منطفئاً.
ألا ليت النهارَ يعودُ شمساً
فأخبرَها بما فعلَ المغيبُ
وأنثرُها لتملأ سُهدَ ليلٍ,
تلوحُ بناظريه ولا تغيبُ
وأما بعد، لن يبقى لمعنى الليل من معنى..
ولن تبقى حدودُ الصبر تأسرُنا..
فيكفينا من الإشفاق ما في دربه ضعنا..
وسوف نعيشُ آخرَ ما تبقّى من عواصفِنا..
وتلبسُ غفوةُ الأيامِ صحوتَها..
ويرجعُ سيّدُ الفرسان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد