{وَمَا أُبَرِّئُ نَفسِي إِنَّ النَّفسَ لأَمَّارَةٌ بِالسٌّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (يوسف53)
ألقت عليّ سؤالها
مستوضحة..
ما بال عينك بالدموع الحائرة..
تذكي الجراح الغائرة..
تسقي ربيع العمر فيضاً من هموم جائرة..
تهدي خلاصة عمرها أرض الصحاري المقفرة..
ما بال بسمة ثغرك الفتّان أضحت منكرة..
ما لي أراك وقد تسربلت ثياب الآخرة..
ورحلت عنّي مدبرة..
*****
ألقت علي سؤالها..
متعجّبة..
أهو الهوى يرمي شباك الأسر في بحر جديد!
أهي الأماني تزرع الأحلام في دنيا الوعود..
بل ربما شغل الفؤاد بفارس
كبقية الفتيات في سنّ الورود..
*****
ألقت علي سؤالها مستفسرة..
كانت تظنٌّ بأنّ مثلي بالفضيلة تسخرُ..
كانت تظنٌّ بأنّ مثلي في المدائح تفخرُ..
كانت ترى زيف الحياة..
لمن بسني يبهرُ..
بل قد تظنُ بأنّني مفتونة بلذائذ..
لا أصبرُ..
فأعبٌّ من كأس المعاصي
نشوة لا تكفرُ..
لها عُذُرها..
فشباب أمتي الأباة
تخدّروا..
وعلى ضفاف شواطئ الأحلام..
غرقى.. بُعثروا..
فتناثروا..
*****
ألقت علي سؤالها مستفسرة..
أتراها قد نسيت بأنّي مسلمة؟!
وبأنّ قلبي بالعقيدة قد نما..
سُقياه آيات الكتاب المحكمة..
جهلت بأنّي قصة حبلى..
بآلاف القضايا المؤلِّمة..
*****
أم أنّها تتجاهل الآيات في القرآن..
والآفاق كم هي حالمة..
وتنام ملء جفونها مستسلمة..
وتلوك ذل الصمت في عصر
الجراح المزمنة..
أترى تبيت عَلَى المثالبِ مُدمنَة؟!
*****
ألقت على سؤالها مستفسرة !
يا قلب كيف لها تجيب؟!
أتجيب بالزفرات يُذكيها النّحيب..
وترتّل الآيات حزناً ساجياً..
ينسابُ في الأعماق..
يقطعُه الوجيب..
أتراك يا قلبي تبُثٌّ خوالج الوجدان
ما تخشى الخطوب؟!
الصمت يطبق راحتيه..
بجفن أمّتنا..
ويلوي رأسها نحو الغروب..
والخوف يُهدي ليله الدّاجي الدروب..
والصبح يخفي حُسنه
الباكي الكئيب..
خلف اللهيب..
والشمس تقسم أن تظلَّ على شفاه البيد..
حرفاً لا يُجيب..
فهي الحقيقة لن تتوب..
ولن تُطامن للخُطُوب..
كم من بذور الغدر.. يزرعها الغريب..
*****
يا كوثراً ينساب في روحي..
فيرسم لوحة الأمل الجديد..
سيظل إيماني المُرسّخ..
يُسمِعُ الفجر الوعود..
إنّ المصائب كُلَّما ثارت..
وضجّ القيدُ وانتفض الحديد..
إنّ المآسي كُلَّما عمّت..
وغمّ الصبح..
مهما الكون فجّر أمنه قهر عتيد..
مهما اشتكى للقبر سكّان اللحود..
سأُقيم عند ولادة الألم الجديد..
وأصيح.. إيماني تضمّخ في شغاف القلب..
يستجلي سنا الفجر الوليد..
سأكون رمزاً للصمود..
سأموت..
كي يحيا العبيد!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد