بسم الله الرحمن الرحيم
الشباب الموريتاني أقبل على المساجد:
تشهد المساجد الموريتانية إقبالا متزايدًا خلال شهر رمضان، خاصة من الشباب الذين يحرصون بصفة خاصة على حضور صلاة التراويح للمشاركة في القنوت والدعاء للمسلمين الذين يعانون الظلم في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في فلسطين المحتلة.
وقال "سيد أعمر ولد شيخنا" إمام جامع الوفاء بمنطقة سوكوجيم بنواكشوط في حديث لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الجمعة 22-11-2002: "ظاهرة انتشار المساجد واكتظاظها بالمصلين من مختلف المستويات العمرية ولا سيما الشباب تُعتبر إحدى مظاهر الصحوة الإسلامية التي أحيت مكانة المسجد ومحوريته في حياة المسلمين".
وأضاف أن الهجوم على الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر زاد من حرص المسلمين على تمسكهم بهويتهم وقيمهم الدينية، مشيرا إلى أن تقدم الإسلاميين في انتخابات عدد من البلدان الإسلامية مؤخرا ما هو إلا "نوع من التحدي الذي يزداد كلما تعمق شعور المسلمين بالظلم والاستهداف الموجه لدينهم وأمتهم".
أما "محمد يحيى ابن اليدالي" إمام جامع التوفيق بمقاطعة عرفات فيفسر ظاهرة إقبال الموريتانيين على المساجد في شهر رمضان هذا العام بأنها "نتيجة مباشرة لجهود رجال الدعوة، وامتداد الصحوة الإسلامية إلى مختلف المجالات، إضافة إلى إحساس المسلمين بالخطر الذي يتهدهم، وحاجتهم إلى إحياء سنة القنوت في النوازل، والدعاء للمسلمين الذين يعانون الظلم في كل مكان، خاصة في فلسطين والشيشان وكشمير".
وأضاف أن مشاركة الموريتانيين بالدعاء لإخوانهم هي أقل الجهد، ولهذا فهم يحرصون على الإقبال على المساجد للمشاركة في الدعاء للمسلمين، ولعن الظالمين المحتلين وكل من يتحالف أو يتعاون معهم.
وانتقد ابن اليدالي إرجاع البعض للظاهرة بأنها نتاج حالة الفراغ الذي يعيشه الشباب الموريتاني، مشيرا إلى أنه لم يعد لدى الشباب أي نوع من الفراغ خاصة بعد انتشار مظاهر اللهو عبر شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام.
من جانبها اعتبرت "أمعدلها بنت الشيخ" إحدى المصليات التي تواظب على الحضور لصلاة التراويح أن هذه الظاهرة هي حصاد تفاعل المجتمع مع الخطاب الثقافي والتربوي الذي بثته الصحوة الإسلامية في موريتانيا، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة مرشحة للازدياد مع مضاعفة الجهود الدعوية من خلال إلقاء المحاضرات والدروس لتعريف الناس بدينهم.
وأشار "عبد الرحمن ولد محمد أحمد" وهو أيضا أحد المواظبين على صلاة التراويح أن الظاهرة ليست جديدة، وأن السنوات الماضية كانت تشهد إقبالا، لكنه ازداد خلال هذا العامº نتيجة لزيادة الوعي لدى الشباب الموريتاني، وإحساسه بالمسؤولية أمام هويته الإسلامية، إضافة إلى التحسن الذي طرأ على الدروس التي تقدم في المساجد في رمضان.
وأضاف أن البرامج الرمضانية التي تبثها الإذاعة والتلفزيون كان لها بعض الدور أيضا في التعريف بفضل هذا الشهر وخصوصية العبادةº مما زاد من توعية الجمهور بأهمية الإقبال على المساجد في هذا الشهر الكريم.
من جهته رأى الدكتور "سيدي محمد ولد الجيد" أستاذ علم الاجتماع بجامعة نواكشوط أن هذه الظاهرة لا يمكن فهمها إلا في ضوء ما نتج عن العولمة وتداعياتها من شطط، موضحا أن "الشباب آثر الاحتماء من سلبيات العولمة بالتمسك بالهوية والمرجعية، خاصة بعد أن كشف الآخر الغربي عن نواياه في محاولة تجريدنا من مقومات بقائنا وخصوصيتنا".
وأشار إلى أنه يجب مراعاة سبل التوعية والتعليم والتفقيه، حتى تستمر هذه الظاهرة، وحتى تكون العودة إلى المساجد سليمة وعقلانية ودائمة، لا مجرد عودة عاطفية ومؤقتة.
يُذكر أن أول مسجد بني في نواكشوط كان عام 1962، بعد انتقال معظم السكان من الاعتماد على الأنشطة الرعوية في عملهم التي تعتمد على الترحال إلى أنشطة اقتصادية تعتمد على الاستقرار.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد