هو الله جل جلاله

5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هو اللهُ ربٌّ الخلق جلّ جلالُه *** هو الحـَقّ، ربٌّ النّاس، ربٌّ محمّدِ

هو اللهُ أَفـرِد بالعبادةِ ووجهَه *** تفرّدَ بالمجـدِ العظيـمِ المُمَجـّدِ

سأبلغُ في حمَدِي إلى اللهِ مَبلغاً *** وأطلقُ فِيـــهِ الحمدَ غيرَ مقيـّدِ

عليهِ بـِهِ أُثني ثنـاءً مُخلَّدا *** وأُرسلُهُ نوراً بـِـهِ الناسُ تهتـدي

تعالى عن الأنداد والنقصِ والفنا *** له بالحقِّ أسماءُ الكمالِ المُفـَّردِ

تعالى جلالاً واستوى فوقَ عرشِهِ *** فألقَى على الكُرسيِّ أنوارَ مشهدِ

عظيمٌ قديرٌ ماجدٌ في جلالـِهِ *** عليمٌ كبيـرٌ واحـدٌ غيرُ والـدِ

تنزَّه عن نقصِ التولِّد خالقــاً *** ومالكُ كلِّ الكون ملكَ المُعِبـِّد

محيطٌ بكلّ الخلـق سلطانَ قاهرٍ, *** يعيدُ ويبدي كلّما شاء يَبتـدي

وَأبدعَ كلَّ الكون بالحق مُنعِما ***بقولة(كن) يُعطي، ويُشقي، ويُسعدِ

وأودع في الأشياءَ أسرار َصُنعِهِ *** تدلّ كما الآيات للحقِّ تَشهـدِ

مليكٌ له الوجهُ الجليلُ ووصفُه *** لهُ القدسُ بالأنوار، والكونُ باليـدِ

يمـدٌّ أحابيلَ العطــاءِ تمنٌّنــاً ***على الخلق سَحّا في نوالٍ, مُجَدَّدِ

يمينٌ تسحٌّ الخير، أُخرى تقدَّست *** ويفتحُهــا للتائب المتعـبـّدِ

يمُيت ويُحيي والخلائق تحتـــه *** سجودٌ له طُـرَّا وبالذلّ ترتدي

تُسبّح تسبيحاً تراها كأَنّهـــا *** تخـرٌّ نواصيها نواصيَ سُـجّدِ

قريبٌ من الداعين عندَ دعائـِـه *** أنيسُ المحبّ العبدِ عند التهجّدِ

مغيثٌ رؤُوفٌ بالخلائقِ إن جَرت *** عليهم بلايا الصاعقِ المتوَقـِّـدِ

غفورٌ وَدودٌ صنعُه في وليّــه *** يروحُ بألطاف الوِصال ويغتـدي

يدلّلـه طورا وطورا بمحنـةٍ, *** ينبِّهُـهُ كيمـَـا يؤُوبُ لسيـِّـدِ

يذيقُ قلوب العارفين وِصَالـَه *** جوائزَ مهما يزددِ الوصـل تزددِ

عفـوٌّ عن الزلاّت مهما تعاظمت *** ويدعُو إلى التوبات كلَّ مشرَّدِ

يعاملهم كالأُمّ تحنو لطفلهـا *** وتحضنُـه بعـدَ الجفـاءِ المُطـَّردِ

ويجعلهم بعـدَ الممــات بجنـّة *** سعادتهـم فيها بأطيـبَ مقعدِ

تراهم سُكارى في النعيم وما هُمُ *** سُكارى ولكن من نعيم ممـدّدِ

وجوهٌ عليها بالنعيـمِ سعـادةٌ *** تهيمُ بألوانِ النَّعيــمِ المُخلـَّدِ

ويغضبُ منتقما لعدوانِ ظالمٍ, *** فيجعلهُ بعد التجــبٌّر يخمـُــدِ

ويرمي على الطغيان بأساً ولعنةً *** وَهولا ولكن بعد رُسل التوعّـدِ

ويعقبُهُم في النَّار ألوانَ نِقمـةٍ, *** جهنَّم فيها الخُلد بالويلِ موُصـدِ

هي النَّار ما أدراك ما النّار إنهّا *** منـازلُ فيها الموتُ أعظمُ مقصدِ

تعيشُ بها الأجسادُ لكنَّ عيشَها *** يصيرُ بهِ هلكٌ كأجمـلَ مَوعـِدِ

مقابرُ بالأحياء غَصَّت فأزفرت *** وقالت بصوتِ الغيظ جيئوا بأزيدِ

فياربِّ غوثاً من عذابِكَ إنَّنا *** بوجهك عذنا من عذابٍ, مُنكَّــدِ

ويا ربّ نزّل من صلاتِك مُنعِما *** على الهاديَ المختارِ خيرَ مسدَّدِ

نبيِّ الهُدى والكائناتُ بأَسرها *** تقرٌّ له بالسبقِ، خيرُ موحــِّـد


أضف تعليق