أمير الجماعة الإسلامية بسريلانكا : الصراع الهندوسي البوذي شرد سبعة آلاف أسرة مسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يعيش مسلمو سريلانكا مأساة إنسانية تتفاقم بصورة يومية مع تصاعد المواجهات الدائرة بين الحكومة البوذية ومتمردي التاميل الهندوس، حيث يتهم كل طرف المسلمين بولائه للآخر..ومن ثم يذيقونهم أصناف العذابات الاجتماعية من تهجير وقتل واستيلاء على أراضيهم..ما خلّف مئات الآلاف من المشردين والضحايا.

حول تلك المأساة التقت المجتمع أمير الجماعة الإسلامية بسريلانكا الشيخ رشيد حج أكبر، الذي دعا العالم الإسلامي لتفعيل دوره السياسي لدى الحكومة السريلانكية لترفع يدها عن المسلمين الذين تبلغ نسبتهم حسب الإحصاءات الحكومية 8% من الشعب السريلانكي، فيما تبلغ نسبة البوذيين 70%، والهندوس 12 %. إلى تفاصيل الحوار..

متى دخل الإسلام سريلانكا؟ وكيف يعيش المسلمون هناك؟

دخول الإسلام سريلانكا يرجع إلى نحو ألف عام، ويتحدث المسلمون لغة "التاميل"، مما يسبب كثيراً من الإشكاليات حيث تتحدث الأغلبية البوذية اللغة "السنهالية"، وقد عرقل ذلك انتشار الإسلام بين البوذيين، فيما يتحدث الهندوس بلغة المسلمين "التاميل"، ولكن بينهم وبين المسلمين عداوة من ممتدة منذ زمن بعيد.

وتسبب الحقد الهندوسي في تشريد سبعة آلاف أسرة من المسلمين أخرجوهم من مساكنهم في ساعتين فقط خلال الأحداث التي وقعت في شهر أغسطس 2006م.. وذلك لأنهم يقولون: إن المسلمين عيون الحكومة كما يريدون احتلال أراضي المسلمين وأموالهم وممتلكاتهم، وكانت الأحداث نفسها قد تكررت في عام 1990م.

نتائج طيبة للدعوة الإسلامية بين البوذيين

ماذا قدمت الجماعة الإسلامية للمسلمين الذين أخرجوا من ديارهم إلى الملاجئ؟

الجماعة الإسلامية كهيئةٍ, خيرية قدمت لهم المساعدات المالية، والحقيقة أنها محدودة لقلة ذات اليد.. وقدمنا الدعم السياسي الأكبر خلال جولات التفاوض مع كل من الحكومة ومتمردي التاميل لإعادة المسلمين المشردين دون فائدة حتى اليوم، بسبب تجاهل إخوانهم المسلمين لهم في أنحاء العالم.

ورغم تلك الضغوط تتزايد أعداد المسلمين، ويقبل الهندوس والبوذيون على الدخول في الإسلام! ولكن للأسف تخفي الحكومة تنامي أعداد المسلمين وتصر في إحصاءاتها على أن نسبة المسلمين لا تتجاوز 8%.

كيف انعكس الصراع البوذي الهندوسي عليكم كمسلمين؟

البوذيون معتدلون جداً.. وعندهم من التسامح ما ليس عند الهندوس، والبوذيون طبيعتهم هادئة، إذ من الممكن التعامل معهم بسهولة، عدا حزب واحد متشدد يحاول إثارة الفتن بين طوائف المجتمع.. ونسعى لنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين، من خلال "جمعية حراء للمعلومات".

اتحاد الجمعيات الإسلامية

هل لديكم فعاليات إسلامية أو جمعيات تنشطون من خلالها في المجتمع السريلانكي؟

توجد الكثير من الجمعيات، مثلº "الجماعة الإسلامية"، و"جماعة أنصار السنة المحمدية"، و"جمعية العلماء السنة" التي تضم نحو 1000 عالم تخرجوا من المدرسة الدينية، ولذلك هناك ترابط كبير بين العلماء والشعب.

هل هناك تنسيق من أي نوع بين تلك الجمعيات؟

حاولت "الجماعة الإسلامية" منذ زمن تكوين اتحاد للجمعيات قبل عشرين عاماً.. فأسسنا ما يُعرف باسم (اتحاد المسلمين) وكان ناجحاً، ولكن هناك بعض الجماعات تدخلت فيه وأثارت بعض الفتن فانحل الاتحاد، وبعد عام حاولت الجمعية إقامة اتحاد آخر، وبفضل الله تمت إقامة اتحاد "مسلم كونسلي أوف سريلانكا" الذي يضم أكثر من 60 جمعية.