تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية خلال الأيام القليلة الماضية خبرين لهما دلالات ومؤشرات طيبة، ويؤكدان في الوقت نفسه على أن القائمين على أمور الدعوة الإسلامية في ديار الغرب يسيرون في الاتجاه الصحيح، على الرغم من وجود كثير من المعوقات والمشكلات التي تواجه المسلمين هناك، وخصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر العام 1002م.
الخبر الأول جاء من الولايات المتحدة الأميركية، ومفاده أن المجلس الإسلامي الأميركي "كير" سينظم خلال العام المقبل أكبر حملة من نوعها لتوعية الشعب الأميركي بشخصية وخصال رسول الإسلام، محمد - صلى الله عليه وسلم -، وخصائص الإسلام وقيمه النبيلة، وذلك من خلال نشر سلسلة من الإعلانات المعلوماتية الأسبوعية في شبكة الإنترنت، وفي مجموعة من أكبر الصحف الأميركية التي تصل إلى معظم شرائح المجتمع الأميركي·
وأما الخبر الثاني فجاء من بريطانيا، حيث نظمت الجمعية الإسلامية البريطانية ـ إحدى منظمات المجلس الإسلامي البريطاني ـ خلال شهر رمضان المبارك الماضي يوماً أطلقت عليه "صيام المشاركة"، شاركت فيه جموع غفيرة من غير المسلمين، تعرفوا من خلاله إلى تعاليم الإسلام وأحكامه وقيمه ومبادئه، كما وزعت على المشاركين فيه مجموعة من الكتيبات التي تتضمن معلومات عن الإسلام كعقيدة وشعائر، وقد رحب ولي عهد بريطانيا الأمير "تشارلز" بهذه الخطوة وأبدى إعجابه بالتجاوب الكبير معها.
إن هذه الجهود الطيبة التي يبذلها الدعاة إلى الله في بلاد الغرب يجب أن تستمر وتترسخ في إطار سياسات محددة واستراتيجيات بعيدة المدى حتى تؤتي ثمارها ونتائجها الإيجابية وحتى تحطم الحواجز التي تحول بين غير المسلمين ودعوة الإسلام الخالدة في عالمنا المعاصر.
إن دعوتنا دعوة حب وخير ورحمة وتسامح للناس أجمعين (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ولا يجوز أبداً اتخاذ أي وسيلة ما لم ينص عليها الشرع بالجواز والاعتبار، ومن هنا فإن لجوء بعض الدعاة إلى العنف والصدام وغيرها من الوسائل التي لا يقرها الشرع في عملية الدعوة والتغيير أمر أضر بالإسلام والمسلمين في كل مكان، وحال دون انتشار الدعوة، بل وأعطى نتائج عكسية داخل المجتمعات الإسلامية وخارجها، فهل ينتبه الدعاة إلى هذه القضية؟ ويضعون نصب أعينهم قول الله - سبحانه وتعالى -: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) هذا ما نأمله والله من وراء القصد·
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد