وجه المفكر الألماني المسلم الدكتور مراد هوفمان نصائح لمسلمي ألمانيا قال فيها: إنه يجب التمسك بالهوية الإسلامية، والتخلي عن الانقسام القائم على أساس العرق، والاهتمام بالجيل الثالث من المسلمين، والالتزام الداخلي وليس الظاهري فقط.
وأضاف هوفمان في حوار مع موقع إسلام أون لاين على الانترنت: "يعاني مسلمو الغرب كبقية العالم الإسلامي من انقسام وتمييز عرقي فيما بينهم، فمن المسلمين في ألمانيا من لا يقول أنا ذاهب إلى المسجدº بل يقول أنا ذاهب للمسجد المغربي أو المسجد التونسي أو التركي".
ويرى هوفمان أن أول خطوة على طريق إدماج المسلمين تتمثل في تنحية تلك النزعات العرقية جانباً، ووقف حالات الصراع المذهبي، وضرورة نبذ الانتماء لطائفة دينية معينة.
وأكد المفكر الإسلامي، ضرورة أن يتمسك المسلم بهويته الإسلامية. وقال: "نرفض بشدة مصطلح (الإسلام الأوربي) و(المسلم الحضاري)º فهو يعني في اعتقادي أن يسيطر الطابع الأوروبي على المسلم، وأن يتوقف هذا المسلم الحضاري عن الصلاة والصوم وأداء الفروض، ويكتفي بالقول إن الله في قلبه.. ونحن لا نريد هذا النموذج".
وتابع: "علينا دائماً أن نذكر المجتمع المحيط بنا بأننا لا نقبل الذوبان تحت مفهوم الاندماج، فأوروبا من الناحية النظرية عبارة عن بناء من أحجار مختلفة، وكل حجر يمكنه الاحتفاظ بذاتيته.. وهذا ما أسميه الاندماج، ولكن ما يقصد به عندما يتم التحدث عن الاندماج خاصة في ألماني ا هو الذوبان.. وهو أن يظل الإسلام فلكلوريا فقط".
ورفض المفكر الألماني ما وصفه ب"الإسلام المظهري"، وقال: "يجب أن نوضح صحيح الإسلام، وهذا لا يتم عندما يقوم المرء بالتجول بجلباب أو عمامة أو غطاء للرأس، ويقول دون انقطاع: ما شاء الله.. وإن شاء اللهº لأنه من خلال ذلك يقدم الإسلام كأنه شيء غريب. يجب أن يكون هناك توازن، وأن نعمل على أن يعرض الإسلام كواحد من الديانات التوحيدية الثلاث".
وأضاف: "كما يجب أن ننفصل روحياً وجسدياً عن الراديكالية في صفوفنا.. فحقيقة، بيننا مسلمون يسببون الخوف حتى للمسلمين أنفسهم، وهذا نتيجة لنوع من التقوقع وتقزيم مفهوم الدين، وتحويله إلى عنصرية مسلحة".
وتابع: "أما أبناء الجيل الثالث فهم فقط الذين لهم بالفعل الفرصة كاملة لأن يقبلوا هنا تماماًº لأنهم يتحدثون لغة البلاد دون عجمة، ولا يعرف أنهم مسلمون إلا من خلال أسمائهم وليس من خلال ملبسهم أو لغتهم، وهذا مهم للغاية".
ومراد هوفمان ألماني الجنسية، وحاصل على الدكتوراه في القانون من إحدى الجامعات الأمريكية، وعمل مديراً لهيئة الاستعلامات في "الناتو" وسفيراً لألمانيا في الجزائر، وقد اعتنق الإسلام عام 1980 وحج واعتمر، ونشرت له عدة كتب ومقالات وأبحاث منها: "يوميات ألماني مسلم"، و"الإسلام كبديل"، و"الإسلام عام 2000"..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد