خصصت صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الأخير ملفاً لوضع الجالية المسلمة في انجلترا، ونشرت استطلاعاً للرأي بين أعضائها أفادت نتائجه بأن 41% من المسلمين البريطانيين يعتقدون بأن على الجالية أن تبذل جهوداً أكبر من أجل الاندماج في المجتمع البريطاني، وإذ لا يوضح التقرير ما المقصود بـ"جهود أكبر"º فإن مؤشرات أخرى ضمن الاستطلاع تتحدث عن تأييد المسلمين للإجراءات الجديدة المتعلقة بفرض "امتحان" اللغة، والمواطنة على المترشحين للتجنيس من المهاجرين (بنسبة 85%).
ويلمح تقرير الصحيفة البريطانية إلى أنه تقع على المسلمين البريطانيين "مسؤولية" تغيير صورتهم لدى المجتمع رغم أن شعور الجالية المسلمة بنسبة 69% أنها "منبوذة" اجتماعياً زاد بعد أحداث 11 سبتمبر، وأن 61% من بين المسلمين يرون أن علاقاتهم بغير المسلمين تدهورت مذاك، وقد أكد ثلث المستجوبين أنهم أو أحد من معارفهم تعرض شخصياً للتحرش والاعتداء بسبب ديانته بعد أحداث 11 سبتمبر.
غير أن المفارقة تكمن في كون الجيل الجديد من المسلمين والحاصل على الجنسية البريطانية "آلياً" بفعل أنه ولد هناكº هو أقرب إلى الشعور والتعبير عن هويته كمسلم أولاً، إذ أن 41% من المسلمين تحت سن الـ34 يقولون: إنهم يعرفون أنفسهم كمسلمين أولاً، مقابل 30% من بين الفئة التي يفوق سنها الـ35عاماً، كما أن الفئة الأولى هي الأكثر استعداداً للقول: بأن الجالية المسلمة "مندمجة أكثر من اللازم"، ويظهر الموقف أكثر وضوحاً بالنسبة للسياسة الخارجية لحكومة توني بليرº حيث يؤكد ثلثا المستجوبين أنهم يعارضون الدور البريطاني في الحرب ضد أفغانستان، بينما يقول 70% أنهم "مهتمون وقلقون" تجاه الوضع في كشمير وفي فلسطين.
ولا يخفي تقرير الصحيفة بأن نسب البطالة والفقر والتهميش الاجتماعي والعرقي تزيد بين المسلمين مقارنة بباقي فئات المجتمع البريطاني دون تقديم أرقام معينة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد