بسم الله الرحمن الرحيم
استغرب كثير من أبناء المجتمع الكويتي مما سمعه بأن هناك أندية صحية تقدم دروساً في الرقص الشرقي وتدعو النساء إلى تعلم الرقص، وتطالب بفتح مدارس لتعليم النساء الرقص الشرقي.
الأغرب من ذلك بأن الليبراليين الذين يريدون التفسخ والانحلال لهذا المجتمع عدّوا الرقص فنا من الفنون الراقية، ونسوا بأنهم في مجتمع محافظ به لجنة لتهيئة تطبيق الشريعة أنشأها الأمير الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح، لقد استاء العديد ممن قابلناهم في هذا التحقيق فمنهم من طالب باتخاذ الحيطة والحذر من الذين يريدون أن يغرقوا المجتمع الكويتي بالفسق والفجور، ومنهم من شدد على ضرورة أن يعاقب كل من يفكر في الإساءة إلى نساء الكويت، أما علماء الدين فأكدوا أن الرقص يعلم الفتاة الميوعة وقد تتخذ منه مهنة بعد ذلك، وبينوا أن العلماء اتفقوا على رد شهادة الراقص لأنه ساقط المروءة.
- في البداية أردنا أن نتعرف على آراء بعض المواطنين والمواطنات في هذه القضية التقينا بالمواطن سعود القناعي وزوجته في إحدى الجمعيات وسألناهم ما رأيكم فيما ينادي به قلة قليلة من النساء بتعليم الرقص الشرقي في الكويت؟
أجاب: أنا لا أعتقد بأن هذا الشيء صحيح لأن المجتمع الكويتي مجتمع محافظ بطبيعته، وإن صح هذا الكلام فيجب أن يعاقب كل من يحاول الإساءة لنساء الكويت ومن تريد أن تتعلم الرقص أو تُعلم الرقص فلتذهب إلى بلد آخر لترقص وحدها.
- أما أم أحمد زوجته فقالت: حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يريد لهذا المجتمع التفسخ والانحلالº لماذا لا يعلمون النساء أشياء تنفعهم في الحياة حتى يؤدين رسالتهن على أكمل وجه؟!
- أما السيدة أم أسامة فطالبت نواب مجلس الأمة بمحاسبة كل من ينشر هذه الفواحش من قبل بعض السافرات في المجتمع الكويتي، وكل من يحاول زعزعة قيم هذا المجتمع المحافظ وأخلاقه، مستغربة من تلك الدعوات التي تنادي بتعليم الرقص، فهل وصلنا إلى الانحطاط لهذه الدرجة بأن نعلم بناتنا الرقص الشرقي.
السفهاء والمنحلين
- د. سليمان معرفي الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت قال: إن الرقص الشرقي والرقص الغربي والرقص الشعبي إلى غير ذلك من المسميات الكثيرة والمتفرعة عن الرقص عموماً لا يصلح لأمة مسلمة مأمورة باتباع شرع الله - تعالى -والاحتكام إليه في كل شؤونها والخضوع لشرعه - سبحانه وتعالى -º لأنه الملك الحق والإله الواحد -والله يحكم لا معقب لحكمه-º ولهذا جاءت التسمية لهذه الأمة الإسلامية بالإسلام، يعني الاستسلام والتسليم لشرع الله - تعالى -الذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم -.
إذاً فلماذا نذهب بعيداً في النوازل والمسلمات باحثين عن حلول وآراء واجتهادات وطرح أفكار من هنا وهناك، وكأننا لا نملك شرعاً ولا ندين بدين يجب علينا الاحتكام إليه؟
الرقص والغناء والرسم والفن عموماً ما يجب علينا بصفتنا مسلمين معرفة أحكامها من الدين الإسلامي الحنيف.
وأوضح أن مسألة الرقص الشرقي التي تثار اليوم هنا في الكويت وفتح معاهد له أو مدارس لتعليمه، يجب أن نرجع في حكمه إلى ديننا الذي أمرنا الله - تعالى -بالرجوع إليه لمعرفة الحق من الباطل، فإذا تأملنا نصوص الشرع وأقوال العلماء فيه، نجد أن الرقص محرم شرعاً بمجرده، فإذا صاحبه عري ومعازف وتكسر أو شرب خمر فحرام باتفاق.
بل اتفقوا على رد شهادة الرقاصº لأنه ساقط المروءة التي هي شرط لصحة الشهادة وإن اختلفوا في القدر المسقط لهذه الشهادة من حيث الكثرة والمداومة.
كما اتفقوا على عدم جواز الاستئجار على المنافع المحرمة، فالاستئجار على الرقص يتبع حكم الرقص المحرم.
أما ما ثبت في السنة من روايات صحيحة على وجود الرقص -الزفن- من بعض الحبشة فهذا مقيد برقص الحرب والوثب بالسلاح والحراب كما ثبت ذلك من بعض جواري الحبشة الصغار في الأعياد والمناسبات وفي الأعراس بين النساء خاصة. فهذا كله صحيح ثابت.
ولكن دون تجاوز لهذا المشروع إلى ما نراه من كشف للعورات وعري وتحريك للشهوات واختلاط بين الجنسين، وتشجيع لأبناء الأمة على معاهد ومدارس للارتزاق من قبل بعض السفهاء والمنحلين الذين أثروا من هذا الحرام، وليتق الله - تعالى -أولئك الذين يفتون الناس بأن هذا حلال لا شيء فيه ولا دليل على تحريمه معللين فتواهم بعلل واهية يأنف منها صغار طلاب العلم فضلاً عن العلماء.
فليتقوا الله - تعالى -وليقولوا قولاً سديداً، ولا يفتحوا على الناس باب شر هم في غنى عنه، ويكفي هذه الأمة ما يعتريها من جراحات ووهن. نسأل الله - تعالى -أن يهدي الجميع لما فيه الخير والرشاد للبلاد والعباد.
وضع مخلّ
- ونبه الدكتور بسام الشطي الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت إلى أن الرقص يخل بالمرأة وكيانها وحيائها، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - عندما كان يرى في الأعياد جواري الحبشة يرقصن فهن كن صغاراً، ولكن المرأة لا يجوز لها الرقص كونه وضعاً مخلاً بعاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا بشكل أو بآخر، وهذا كله مخالف لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالمفترض من المرأة أن تحذر كل الحذر من هذا الانزلاق وتقليد الغرب والعاهراتº لأن الله - عز وجل - قال: -لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة-.
وقال د. الشطي: إن هدفنا هو البحث عن كيفية تعامل النساء المؤمنات في السابق مع أزواجهن فهذا هو الأصل أما تقليد الغرب فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القدة بالقدة" وبين د. الشطي إذا كانت ترقص لزوجها فإنه لا يجوز لها دخول المعاهد لتعلم الرقص وذلك لأن الكويت مقبلة على اتباع شريعة الرحمن وهذا كان من طموح الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - وكذلك الحكومة الرشيدة في السابق، فيفترض أن نتواصى على الحق حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
الرقص والتفسخ للمجتمع
- من جانبه أشار الدكتور عادل المطيرات الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت إلى أن الإسلام دين قويم يدعو إلى الاحتشام والعفة والأخلاق الحميدة والتخلق بالأخلاق الحسنة التي من شأنها أن تحافظ على المجتمع من الفتن ومن الذين يريدون التفسخ للمجتمع، ويدعون إلى تعليم الرقص الشرقي.
وبين أن الإسلام أمرنا بالابتعاد عن الأمور التي لا فائدة منها لا سيما المستورد من الغرب، فنحن لم نسمع عن شيء اسمه رقص شرقي إلا هذه الأيام، والإسلام ليس به شيء اسمه رقص أو رقص شرقي ولكن هذه الأمور جاءت من عادات الكفار، والمسلم مطالب بمخالفة الكفار وعدم التشابه بهم لقوله - عليه السلام – "من تشبه بقوم فهو منهم".
وأكد د. المطيرات إلى أن تعلم الرقص الشرقي يترتب عليه مفاسد كثيرة منها ميوعة الفتاة وتعليمها أموراً تسيء إلى دينها وحشتمها وحيائهاº هذا بالإضافة إلى أن الفتاة إذا تعلمت الرقص فقد تتخذ منه مهنة تمتهنها بعد ذلك، وهذه هي المصيبة الكبرى.
تفاهة وشذوذ
- ومن جانبه أشار الشيخ خالد سلطان السلطان رئيس لجنة الكلمة الطيبة بجمعية إحياء التراث الإسلامي إلى أن تعليم الرقص تفاهة وشذوذ وإن الحرب على القيم والأخلاق ذات جولات منظمة تديرها الصهيونية العالمية والماسونية الخفية، ولا أدل على ذلك مما ذكره حكماء صهيون في بروتوكولاتهم فكل شيء ينادون به يصوغونه بشعار -الحرية- ولو اصطدمت بالشريعة الغراء.
فبالأمس قالوا الاختلاط بين الجنسين حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه ثم نادوا بتعليم الجنس بالمراحل الدراسية وكأن الناس لا يعرفونه إلى الآن، وبعدها طالبوا بحرية تحويل الجنس!! ثم جاؤوا بالرياضة النسائية ومشاركتها مع الرجل فيه جهاراً نهاراً واليوم كان آخرها. تعليم الرقص فهل نحن بحاجة إليه؟! وهل هو أمر ضروري أو تحسيني أو كمالي؟! في الحقيقة هو شذوذ والقائل به شاذ عن الفطرة وعن القيم والأخلاق.
ومن نادى به فهو شريك في المؤامرة الدولية على القيم والأخلاق فأي فائدة تذكر من ورائه؟! وهل التي تتخرج ستعمل راقصة كما هو في شوارع بعض المدن العربية والإسلامية و-للأسف- أم ستفتح ملهى شعبياً أو فنياً مستقبلاً أم سيفرضون علينا غداً كأمر الواقع -لا قدر الله- مادة الرقص في مدارسنا؟!
هذه التفاهة الجديدة التي جاءت من تافه أيضاً أرى أنهم لا أخلاق لهم ولا أخلاق فاستنادهم للقانون بعدم مخالفته وأنه نوع من الرياضة فكل هذه أسباب غير مقنعة.
وأخيراً نبشر كل مريد للفساد في البلاد والعباد بأننا لهم وأن مشايخنا الكرام لن يقصروا في البيان والإرشاد والتعليم، ونوابنا الكويتيون في الكتلة الإسلامية، والشعبية أو المستقلة لن يقصروا في الوقوف الجاد أمام كل شاذ يتعرض لهذه الأمة في دينها أو أخلاقها أو مالها -والله غالب على أمره-.
الحرية المطلقة
- النائب السابق مفرج نهار أوضح أن الحرية الشخصية لها ضوابط وأن الكويت دولة مؤسسات يحكمها القانون، وبالتالي لا مجال للحرية الشخصية المطلقة، مشيراً إلى أن منع التعري على الشواطئ لا يعد تعدياً على الحرية الشخصية، وأكد أن الرقص الشرقي كونه موجوداً في بعض الدول لا يعني أنه مباح في دول أخرى مثل الكويت مشيراً إلى أن الكويت، بلد يلتزم بتعاليم الدين الإسلامي ويمنع بيع الخمور التي يسمح ببيعها في البلاد الأخرى.
وقال إن الكويت درة مليئة بالخير ويجب الحفاظ عليها مناشداً أعضاء مجلس الأمة التحرك لوأد هذه الظاهرة، منوهاً إلى أنه لا يجوز أن نقتدي بالدول الساقطة وإغفال الأمور الجيدة.
-وأكد النائب جابر المحيلبي أن وجود مدارس لتعليم الرقص الشرقي في بلادنا هو منحى خطير يؤكد لنا كل يوم أن هناك تقاعساً كبيراً من أجهزة الدولة في متابعة أعمالها ومراقبتها، مشيراً إلى أن السماح بمثل هذه الأعمال، لا سيما التي تتنافى مع القيم الإسلامية ولا تقبلها أخلاقنا أو حتى السكوت عنها يعد تصريحاً واضحاً لها بالاستمرار.
دعوة للفجور
- وقال النائب خضير العنزي إن وجود مدارس لتعليم الرقص الشرقي في بلادنا هو دعوة صريحة للفسق والفجور ودليل واضح على عمق أهداف مريدي الإفساد الأخلاقي لأبنائنا وبناتنا الذين هم ثروة البلد ومستقبله، مؤكداً أن ما نشر أخيراً عن وجود مدارس لتعليم الرقص هو مرحلة خطيرة ومنحى مؤسف بدأت تمارسه بعض المعاهد الصحية تحت المسميات التي بدأت تلعب وتعبث كيفما تشاء، في حين أن الرقابة الحكومية بجميع وزاراتها وإداراتها باتت تغط في سبات عميق حتى وصلت مراحل الفساد إلى كل بيت، ومست كل فرد في مجتمعنا بدءاً من شبابنا إلى أن تجاوزت الحد لتصل إلى بنات هذا الجيل الذي يلتزم بعاداته وتقاليده وقبلها تعاليم ديننا الحنيف.
وأضاف العنزي أن هذه المدارس تعد صريح وواضح على الأخلاق وقيمنا العربية والإسلامية وهي تمس تعاليم شريعتنا الإسلامية، مؤكداً أن هذا الإفساد سيواجه بقوة ولن نسمح به إطلاقاً، وسيكون مفترق طرق بيننا وبين الجهات المعنية ما لم تمارس دورها الرقابي في حماية الأخلاق، بينما هذا الملف يجر إلى ملفات الإفساد الأخلاقي الذي تشهده البلاد ويعد مهما لأنه أساس الفساد في البلاد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد