الفيضانات الهائلة التي اجتاحت بنجلاديش مؤخراً، وشردت أكثر من عشرين مليوناً من الفقراء والعجزة والأطفال لم يلتفت لها العالم.
التمييز العنصري والتصفية الدينية التي يمارسها الهندوس تجاه المسلمين المستضعفين في الهند أو في كشمير قضية داخلية لا علاقة للغرب بها.
التهجير والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب أراكان من الحكومة البورمية لم تقلق الدول الكبرى.
الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الشيشان، وجنوب الفلبين، وأوزبكستان، وأرتيريا.. كل ذلك لا علاقة للغرب بها، فهم ـ زعموا ـ يحترمون سيادة الدول وقضاياها الداخلية!!
أما (دارفور) فتتصاعد فيها الأحداث بصورة مذهلة جداً، ويتواطأ الغربيون للضغط، وإصدار القرارات، والتهديد بالمحاصرة، بل بالتدخل العسكري.. فما الذي يجري إذاً، وما هذا التناقض والكيل بمكيالين؟
كان المتوقع أن تتحرك الدول لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث إلا ما شاء الله، فهل وراء الأكمة ما وراءها.. ؟!!
إننا لا نقر الظلم أياً كان مصدره، ولا نرضى بالتمييز العرقي أو القبلي، ولا نسكت عن المأساة الإنسانية التي شردت المستضعفين، وأنهكت النساء والأطفال والعجزة. لكننا في الوقت نفسه نسبر أعماق القضية لنبرز الحقائق المغيَّبة التي اجتهد الغرب في تزويرها وتحريفها، ونضع أيدينا على المشكلة بمختلف أبعادها وتداعياتها، ونرجو أن يكون هذا الملف محققاً لهذه الغاية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد